بينما بدأت دول العالم في رفع قيود فيروس كورونا، تظل كوريا الشمالية واحدةً من دولتين لم تقدما اللقاح لسكانهما، ولا يُعرف كيف ستعيد فتح حدودها في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يمر بها شعبها، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Washington Post الأمريكية.
الصحيفة أوضحت في تقرير لها، الأحد 24 أبريل/نيسان 2022، أن مسؤولين قالوا إن اللقاحات التي خُصصت لكوريا الشمالية في إطار مبادرة التطعيم العالمية المدعومة من الأمم المتحدة لم تعد متوفرة، بعد أن رفضت بيونغ يانغ غير مرة عروض المبادرة بمنحها ملايين الجرعات.
كوريا الشمالية منغلقة على العالم
لا تزال كوريا الشمالية، التي تعد بالفعل واحداً من أكثر المجتمعات انغلاقاً في العالم، في حالة إغلاق مشددة، وأغلقت حدودها باستثناء درجة بسيطة تمكنها من التجارة مع الصين، وهذا له تداعيات خطيرة على الصحة والأمن الغذائي لسكانها.
يقول توماس أوجيا كوينتانا، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعنيّ بحقوق الإنسان في كوريا الشمالية، إن إغلاق الوباء أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء.
كما أضاف كوينتانا في تقرير حديث أن "القيود المفروضة على البلاد، بما في ذلك إغلاق الحدود، حالت على ما يبدو دون تفشي المرض داخل البلاد، رغم أن هذا جاء بتكلفة كبيرة على الوضع الصحي ككل وفاقم الأزمة الاقتصادية".
على أنه لا أحد يعلم طبيعة الوضع في البلاد على وجه التحديد؛ لأن انغلاق البلاد في الجائحة قيّد قنوات المعلومات المتبقية، حيث لم يعد الدبلوماسيون ومنظمات المساعدات الإنسانية والسائحون قادرين على دخول البلاد.
في ضوء هذه الأزمة الوشيكة، حثَّ كوينتانا المجتمعَ الدولي على البحث عن طريقة لإدخال 60 مليون جرعة تحتاجها البلاد لتحصين سكانها البالغ عددهم 25 مليون نسمة.
رفضت ملايين جرعات لقاح كورونا
رفضت بيونغ يانغ العام الماضي ما يقرب من 3 ملايين جرعة من لقاح سينوفاك الصيني، بحجة أن دولاً أخرى بحاجة لهذه الجرعات أكثر منها. ورفضت كوريا الشمالية أيضاً مليونَي جرعة من لقاح أسترازينيكا سبب مخاوفها من الآثار الجانبية المحتملة.
إذ يشير المسؤولون الكوريون الشماليون سراً إلى أنهم يفضلون لقاحات الرنا المرسال، مثل فايزر أو مودرنا، وفقاً لتقرير صادر عن لجنة خبراء شكلها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.
حيث خلصت اللجنة إلى أن كوريا الشمالية ربما يثير اهتمامها دفعة كبيرة من لقاح الرنا المرسال. ووجدت اللجنة أن غياب اللقاحات بالكامل في كوريا الشمالية يعرضها لخطر أن تصبح بؤرة لمتحورات جديدة نتيجة انخفاض مناعة السكان ضد الفيروس.
بينما قال كي بارك، خبير الصحة العالمية في كلية الطب بجامعة هارفارد الذي عمل في مشاريع رعاية صحية في كوريا الشمالية: "سيتحتم عليهم إعادة فتح الحدود، وحين يفعلون ذلك، فإن أفضل طريقة لحماية سكانهم- وهو ما يحرصون عليه بالفعل- هو تطعيمهم قدر الإمكان، وهم قادرون على ذلك".
يُشار إلى أن كوريا الشمالية وإريتريا هما الآن الدولتان الوحيدتان في العالم اللتان لم تقدما اللقاحات لسكانهما.