انتشر بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة 22 أبريل/ نيسان 2022، فيديو يظهر قوات الاحتلال المسلحين وهم يتراجعون للوراء أمام حشود من الفلسطينيين الذين قصدوا المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان، وسط توتر واقتحامات يومية من الجيش الإسرائيلي للحرم القدسي.
وتوافد عشرات الآلاف عبر الحواجز العسكرية التي تفصل القدس عن الضفة وسط إجراءات سمحت من خلالها سلطات الاحتلال للنساء بدخول القدس بينما وضعت ب قيودا على الرجال.
حيث منعت السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين الذكور دون سن الـ 50 عاماً من سكان الضفة الغربية، وجميع سكان غزة من الوصول إلى المسجد لأداء الصلاة.
وفيما احتشد أهالي الضفة على حواجز الاحتلال في محاولة للوصول إلى الأقصى، تمكن مئات الشبان من سلوك طرق التفافية وصولا إلى القدس بعد منعهم من المرور.
مقطع فيديو من 6 ثوان انتشر كالنار في الهشيم مساء الجمعة، ويظهر جنود الاحتلال وهم يتراجعون للوراء، أمام حشود الفلسطينيين وهم يتقدمون راغبين في الوصول إلى المسجد الأقصى، وقد صور على الحاجز الذي يفصل بين مدينتي القدس وبيت لحم.
تعليقات مختلفة رافقت إعادة نشر الفيديو الذي تم بشكل واسع، ولكنها اتسمت في معظمها بالفخر والعزة، حيث نقل بعضهم أشعارا لمحمود درويش وتميم البرغوثي مع نشر الفيديو، كما وصف آخرون الحادثة وكأنها "مشهد من يوم التحرير".
مواجهات في الأقصى
ورغم العراقيل، أدى نحو 150 ألف فلسطيني صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان، في المسجد الأقصى، بمدينة القدس المحتلة، رغم القيود التي يفرضها الاحتلال.
وكالة الأناضول نقلت عن الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، قوله إن 150 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى.
تأتي الصلاة بعد مواجهات اندلعت في ساحات المسجد، صباح الجمعة، بين المصلين والشرطة الإسرائيلية، وأسفرت عن إصابة 31 فلسطينياً، وصفت جراح اثنين منهم بالخطيرة.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت نشر الآلاف من عناصرها في مدينة القدس الشرقية، وسط تواجد كثيف لقواتها في مداخل البلدة القديمة بالقدس، التي تضم المسجد، ومحيطها وأزقتها.
يأتي التصعيد، بعد أن قررت الشرطة الإسرائيلية، الخميس 21 أبريل/نيسان، رفع حالة التأهب والاستعداد لاحتمال حدوث تصعيد واسع النطاق في المسجد الأقصى، بالتزامن مع صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان، وذلك بعد انتهاء "عيد الفصح" اليهودي.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان لها، إن طواقمها تعاملت مع 31 إصابة، بينها إصابتان خطيرتان، داخل المسجد الأقصى، فيما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بارتفاع أعداد المصابين إلى 75 بينها 3 حالات وصفت بالخطيرة.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، فقد أصيب 3 مصورين صحفيين وهم علي ياسين الذي أصيب بعيار مطاطي في الحنجرة، وأحمد الشريف ومحمد عشو، في حين أصيب 7 من طواقم الإسعاف المحلية خلال محاولتهم تقديم المساعدة العلاجية للجرحى.
وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" نقلت عن شهود عيان، فإن "حريقاً نشب بإحدى أشجار المسجد الأقصى نتيجة لاستمرار إطلاق الرصاص والقنابل من قبل قوات الاحتلال".
ونقلت عن مصادر طبية في عيادة الأقصى أن عشرات المصلين والمعتكفين أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.