قالت صحيفة The Times البريطانية، الخميس 21 أبريل/نيسان 2022، إن روسيا شرعت في تحديث أسطولها الشمالي بآلاف الأسلحة والمعدات رداً على المناقشات الجارية في فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
حيث قال سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي، إنه "بالنظر إلى التدهور الفادح الذي نال من استقرار الوضع العسكري والسياسي في أوروبا، فإن روسيا ستعزز قواتها البحرية في بحر بارنتس والمناطق المحيطة به بأكثر من 500 نظام أسلحة محدَّث".
وفيما لم تقدم وسائل الإعلام الحكومية الروسية أي تفاصيل حول ماهية هذه الأنظمة، إلا أن إعلان شويغو عن تحديث الأسطول الشمالي جاء الثلاثاء 19 أبريل/نيسان، أي قبل يوم من بدء السياسيين الفنلنديين مناقشة اقتراح للانضمام إلى الناتو، بدافع من المخاوف التي استدعاها الغزو الروسي لأوكرانيا.
من جانبه، أنذر ديمتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسي الأسبق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي حالياً، بلجوء روسيا إلى تعزيز القدرات النووية في بحر البلطيق إذا انضمت فنلندا وجارتها السويد إلى حلف الناتو العسكري.
فنلندا تبدأ نقاشاً حول الانضمام للناتو
على الرغم من التحذيرات الروسية، أوضحت سانا مارين، رئيسة وزراء فنلندا، أن بلادها ستحسم عاجلاً قرارها بالانضمام إلى الناتو أم خلاف ذلك، وقالت: "أظن أن الأمر سيُحسم بسرعة كبيرة، في غضون أسابيع وليس شهوراً".
وتلقى نواب البرلمان الفنلندي البالغ عددهم 200 نائب، الأسبوع الماضي، "تقريرَ خبراء" أُعدَّ بتكليفٍ من الحكومة؛ لتقييم الآثار المترتبة على الانضمام إلى حلف الناتو وموازنة ذلك بخيارات أخرى، مثل تعزيز الاتفاقات الدفاعية والعسكرية للبلاد.
ولم يقدم التقرير توصيات معينة، إلا أنه شدد على أن فنلندا ليست لديها أي ضمانات أمنية حقيقية من دون عضوية الناتو، حتى وإن كانت شريكاً بارزاً للحلف، لاسيما أنها تشارك روسيا في حدود يتجاوز طولها 1287 كيلومتراً.
كانت استطلاعات الرأي في فنلندا كشفت أنه بعد أن ظل التأييد الشعبي لعضوية الناتو ثابتاً عند 20 إلى 30% بالكاد طوال عقدين، أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تزايد نسب التأييد إلى أكثر من 60%. وزعمت مصادر أنه لا يعارض عضوية الناتو في البرلمان الفنلندي إلا 12 نائباً، في حين أن نصف النواب يؤيدون الانضمام إلى الحلف.
في المقابل، قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، لقناة Russia-24: "لقد أصدرنا جميع تحذيراتنا [لفنلندا والسويد] علناً، ومن خلال قنوات التواصل الثنائية. وقد أطلعناهم على جميع العواقب التي قد يؤدي إليها هذا الانضمام".
يتركز معظم أسطول موسكو الشمالي في شبه جزيرة كولا بشمال غربي روسيا، وهو أسطول في حالة جيدة نسبياً إذا قيست قدراته إلى قدرات كثير من الوحدات الأخرى في الجيش الروسي، ويجري دورياته على الساحل الشمالي لروسيا والمداخل الشرقية الغربية من بحر النرويج وشمال المحيط الأطلسي.
يصف يوهانس بيترز، خبير الشؤون البحرية في "معهد السياسات الأمنية" بجامعة كيل الألمانية، الأسطول الشمالي الروسي بأنه "قلب البحرية الروسية. فهو الأسطول المزوَّد بأكبر عددٍ من أنظمة الأسلحة وأحدثها، خاصةً الأنظمة في غواصاته النووية وسفنه العسكرية الكبيرة".
على النقيض ذلك، فإن القواعد البحرية للأسطول الشمالي في حالة سيئة، ويُقال إن القواعد العسكرية المغلقة بمنطقة مورمانسك في حالة يُرثى لها، وزعمت مصادر أن القادة العسكريين الروس يخشون على طواقم السفن هناك من الموت ليلاً بالتجمد.