أقدمت بلدية يرأسها حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي الحاكم في منطقة جاهانجيربوري شمالي العاصمة الهندية دلهي، الأربعاء 20 أبريل/نيسان 2022، على هدم محال تجارية ومنازل، تعود ملكيتها لمسلمين، وذلك بعد اشتباكات مطلع الأسبوع الجاري بين مسلمين وهندوس.
ووثق ناشطون وصحفيون هنود، في مقاطع فيديو، لحظات هدم جرافات البلدية لمحال تجارية ومنازل لمسلمين، والتي استمرت ساعة، قبل أن تصدر المحكمة العليا بمدينة دلهي الخميس 21 أبريل/نيسان، حكماً بإيقاف عملية الهدم للنظر في قانونيتها.
وأظهرت المقاطع المصورة تجمعاً كبيراً من المسلمين وسكان المنطقة وهم يحاولون منع الجرافات من هدم ممتلكاتهم، وقالوا: إنهم لم يبلغوا بأعمال الهدم مسبقاً، كما أكدوا حصولهم على تراخيص منذ عشرات السنين.
كما أظهرت المقاطع شروع الجرافات في هدم مسجد في المنطقة، قبل أن تتوقف امتثالاً لقرار المحكمة.
وجاء أمر الهدم بعد أيام من أحداث العنف التي عمّت المنطقة؛ حيث اتجهت مسيرة من الهندوس تحمل الأعلام البرتقالية احتفالاً بمهرجانهم الديني "هانومان جايانتي" نحو مسجد المنطقة وقت الإفطار مساء السبت الماضي.
واحتشد الهندوس حول المسجد ومنازل المسلمين في الليلة ذاتها، حاملين السيوف والأسلحة البيضاء؛ ما دفع المسلمين لمهاجمتهم بالحجارة، لتندلع موجة من المواجهات العنيفة التي أدت إلى تدخل الشرطة واعتقال عدد من المشاركين في المواجهات، غالبيتهم مسلمون، وفقاً لمصادر إعلامية محلية.
اشتباكات في مناطق أخرى
وفي مناطق أخرى من الهند، وقعت اشتباكات مماثلة بعد حملات هدم يقول منتقدوها: إنها محاولة من رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزبه الهندوسي القومي بهاراتيا جاناتا لترويع المسلمين في الهند، الذين يقدر عددهم بنحو 200 مليون نسمة.
من جانبها، قدمت زعيمة الحزب الشيوعي الهندي بريندا كارات التماساً في المحكمة العليا ضد هدم المباني، ووصفته بأنه غير قانوني وغير إنساني أو أخلاقي، وطالبت بتقديم تعويضات للمتضررين.
وتداول ناشطون مقطعاً مصوراً يظهر محاولة كارات منع إحدى الجرافات من استكمال عمليات هدم مبانٍ للمسلمين في المنطقة.
في السياق، زار سياسيون موقع الهدم، مثل أجاي ماكين من الحزب الوطني الهندي، الذي اتهم حزب "بهاراتيا جاناتا" بعدم احترام القانون، ورئيس الكونغرس في دلهي أنيل تشودري، الذي تعاطف مع المسلمين وانتقد ممارسات الشرطة والبلدية وانتهاكاتهما.