رصدت عدسات الكاميرات امرأةً غامضة تتبع كيم جونغ أون، وسط تكهنات متزايدة بدخول فرد آخر من عائلته إلى الساحة العامة، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية الخميس 21 أبريل/نيسان 2022.
الصحيفة البريطانية أوضحت أن هوية المرأة تحددت مبدئياً على أنها كيم سول سونغ، الأخت غير الشقيقة للزعيم الكوري الشمالي، والتي رصدتها الكاميرات تعتني بالزعيم الكوري الشمالي خلال عدة مناسبات حضرها مؤخراً.
مهمة غامضة للمرأة مع كيم جونغ
تبدو المرأة وكأنها في الثلاثينات أو الأربعينات من عمرها، كما ترتدي نظارةً وتحمل حقيبة يدٍ كبيرة. ورصدتها الكاميرات أيضاً وهي تغادر سيارة كيم جونغ أون من طراز مرسيدس، كما شوهدت وهي تناوله خطابه خلال تجمعٍ سياسي حاشد في فبراير/شباط.
فيما اقترح مايكل مادن، الخبير البارز في شؤون النخب الكورية الشمالية، أنها قد تكون جزءاً من دائرة الزعيم المقربة؛ إذ قال: "نحن لا نعرف الوظيفة أو المهمة التي تضطلع بها هذه المرأة".
مادن أضاف: "لكن رؤيتها تغادر سيارة كيم جونغ أون الشخصية في إحدى الفعاليات تجعل من المنطقي والآمن افتراض أنها تعمل تحت إمرته مباشرةً في مكتبه التنفيذي. حيث يمتلك كيم جونغ أون أربعة أو خمسة أفراد- من الرجال والنساء- الذين يعملون لصالحه كمساعدين شخصيين إداريين. وربما تكون هذه المرأة هي سكرتيرته الشخصية".
خبرات كبيرة لأخت الزعيم
إذا كانت المرأة المذكورة هي بالفعل كيم سول سونغ (47 عاماً)؛ فلا شك أنها تجلب معها إلى المنصب خبرات كبيرة؛ حيث خدمت والدها، الزعيم السابق كيم جونغ إل، كمديرة فعاليات قبل وفاته عام 2011.
وصف مادن، مدير موقع North Korea Leadership Watch، المنصب بأنه "حيوي"؛ إذ قال: "يتضمن هذا المنصب تنسيق جدول الزعيم، وترتيباته الأمنية، ومتطلبات البروتوكول والتغطية الإعلامية، إلخ".
أضاف أن هذه الوظيفة تعتبر شديدة الحيوية وسط ثقافةٍ سياسية مثل تلك السائدة في كوريا الشمالية، "لأن صاحبها هو الذي يحدد هوية مواطني النخب الكورية الشمالية الذين سيتمكنون من الوصول إلى الزعيم، حتى وإن كان ذلك من أجل إحدى الفعاليات العامة".
كما يُقال إن كيم سول سونغ خدمت كيم إل سونغ أيضاً، جدها والحاكم المؤسس للبلاد، في منصب مترجمة اللغات الأجنبية. وأُسنِدَت إليها كذلك مناصب إضافية في وزارات الدفاع والدعاية التابعة للنظام وفقاً لبعض المصادر.
حسب مادن: "حين تولّى كيم جونغ أون دفة القيادة قبل 10 سنوات؛ كانت هي من نواة النخب السياسية الداعمة له؛ حيث زوَّدت خلافته وانتقاله السياسي بدعمٍ فعال".
امرأة غامضة تتجنب الأضواء
من ناحيتها، تشغل أخت الزعيم الشقيقة، كيم يو جونغ، منصباً عاماً داخل النظام الكوري الشمالي. لكن كيم سول سونغ تجنبت الأضواء العامة منذ وقتٍ طويل، رغم تصريح مادن بأن ذلك لا يعني تناقص نفوذها بالضرورة.
إذ أوضح مادن: "لم يسبق لكيم سول سونغ أن دخلت الساحة العامة لوسائل الإعلام والثقافة السياسية الكورية الشمالية من قبل".
كما أضاف: "بعكس الثقافات السياسية الأخرى حول العالم، لا تحتاج النخب في كوريا الشمالية إلى الظهور أمام العامة من أجل بسط سلطتهم أو نفوذهم. ولكن سيكون من المذهل لو قررت التحول إلى الساحة العامة، والتفكير في التحركات الداخلية الكامنة وراء هذه الخطوة".
من ناحيته، اقترح موقع NK News الكوري الجنوبي، المهتم بمراقبة تطورات كوريا الشمالية، أن كيم سول سونغ قد تكون هي المرأة الغامضة المذكورة خلال مقالٍ نُشِر مؤخراً. لكن مادن طالب بتوخي الحذر حتى يتم تأكيد الهوية الحقيقية للمرأة المذكورة.