تقدمت شرطة مدينة مالمو في السويد، الأربعاء 20 أبريل/نيسان 2022، ببلاغ ضد زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي راسموس بالودان؛ لـ"ارتكابه جريمة كراهية"، إثر إقدامه على إحراق نسخة من القرآن الكريم، مما تسبب في إشعال احتجاجات أدت إلى إصابة واعتقال العشرات.
وقال مدير شرطة مالمو، جيمي أركينهايم، إنه تم التقدم ببلاغ ضد بالودان عام 2020 للأسباب ذاتها، إلا أن المدعي العام حينها لم ير ضرورة لإحالة القصية إلى المحكمة.
أوضح أركينهايم أنهم تقدموا ببلاغ جديد، معرباً عن اعتقاده أن القضية ستُحال إلى المحكمة هذه المرَّة.
ويقوم بالودان الذي يحمل الجنسيتين الدنماركية والسويدية، منذ عام 2017 بإحراق نسخ من القرآن الكريم في مدن سويدية مختلفة.
من جانبها، اتهمت الحكومة السويدية "جهات فاعلة من دول أجنبية" بالوقوف وراء الأحداث التي اندلعت إثر إقدام زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي راسموس بالودان، على إحراق نسخة من القرآن الكريم.
جاء ذلك في تصريحات لوزير العدل مورغان جونسون، أدلى بها لصحيفة أفتونبلاديت، الأربعاء، تعليقاً على إصابة 26 شرطياً و14 متظاهراً وتدمير 20 سيارة شرطة خلال مظاهرات اجتاحت عدة مدن في البلاد خلال عطلة عيد الفصح.
وقال جونسون: "بالودان عدوٌّ للسويد، وأكثر من يتسبب بإيذائها، نرى كيف أن بعض الفاعلين بالشرق الأوسط يحددون الأجندة في السويد باستغلال هذا الأمر، هناك فاعلون من دول أجنبية وراء هذا".
إدانات عربية وإسلامية
من جانبها، أدانت 13 دولة ومنظمة عربية وإسلاميةً قيام زعيم حزب دنماركي، الخميس، بإحراق نسخة من القرآن الكريم.
حيث قالت وزارة الخارجية التركية، إن "الهجوم السافل الأخير على القرآن الكريم في السويد يُظهر أن العالم لم يستخلص العبر من التاريخ، وأنه ما زال يتردد في الحد من الأعمال الاستفزازية العنصرية والمعادية للإسلام".
وشددت على أن "تركيا ستواصل مكافحتها هذا التهديد الذي تشكله العقلية المعادية للإسلام والعنصرية".
وفي إيران، طالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، الأحد، السلطات السويدية بـ"الرد القوي والصريح على إحراق نسخة من القرآن"، واصفاً ما تمَّ بأنه "عمل مُشين ومثال واضح على الكراهية".
كما أدانت الإمارات الحادثة، داعيةً إلى "نبذ خطاب الكراهية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة إلى الأديان والمقدسات".
كانت الخارجية السعودية قد أعربت عن إدانتها "للإساءة المتعمدة للقرآن والتحريض ضد المسلمين، داعيةً إلى تضافر جهود نبذ الكراهية والتطرف".
كما أدانت الخارجية القطرية هذه الواقعة، معتبرةً إياها "شنيعة وعملاً تحريضياً واستفزازاً خطيراً لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم".
واعتبرت الخارجية الأردنية هذا الفعل "مُداناً ومرفوضاً ويُؤجج مشاعر الكراهية والعنف ويُهدد التعايش السلمي"، داعية إلى نبذ كل أشكال العنف.
كما قال وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، إنَّ حرق القرآن "عنصرية مَقيتة تؤجج مشاعر الكراهية"، داعياً إلى "تجريم ازدراء الأديان".
وفي العراق، استدعت الخارجية العراقية، الأحد، القائم بأعمال السفارة السويدية في بغداد هاكان روث، على خلفية الحادث، واعتبرته "استفزازاً لمشاعر المسلمين، وأساء بشكل بالغ الحساسية إلى مقدساتهم".