قالت وكالة Bloomberg الأمريكية في تقرير نشرته يوم الإثنين 18 أبريل/نيسان 2022 إن مصر تتطلع إلى جذب مزيد من الزوار من أمريكا اللاتينية وآسيا، وكذلك إسرائيل، وفي الوقت ذاته تسمح بوصول الرحلات الجوية الدولية إلى منتجع رئيسي في إطار محاولاتها للحد من الآثار السلبية التي أصابت قطاع السياحة الحيوي لديها بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
حيث قالت غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار لشؤون السياحة، إنه نظراً إلى أن الصراع هدد تدفق السياح الروس والأوكرانيين الذين شكلوا 30% إلى 40% من إجمالي السياح القادمين إلى مصر، فإن السلطات تحاول تسريع عودة السياح الأوروبيين الذين ابتعدوا أثناء الجائحة.
اقرأ أيضاً
أزمة في السياحة في مصر
كما أوضحت غادة شلبي: "توقعات السياحة المصرية في عام 2022 ليست أعلى من عام 2021″، ورفضت تقديم أي توقعات. وبلغت عائدات السياحة المصرية 5.8 مليارات دولار في النصف الثاني من عام 2021، محققة ارتفاعاً عند المقارنة بنفس الفترة من العام الذي يسبقه، التي بلغت 1.8 مليار دولار، وذلك وفقاً للبيانات التي أصدرها البنك المركزي في العام الماضي.
كذلك يمكن أن يزيد الاضطراب المشهود في قطاع السياحة المصرية من الضغوط الاقتصادية على كاهل الدولة العربية الأكثر اكتظاظاً بالسكان، التي تكافح أمام ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة نتيجة الصراع، والتي لجأت إلى صندوق النقد الدولي من أجل المساعدة. بجانب عائدات قناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج، كان قطاع السياحة في المعتاد أحد المصادر الرئيسية للعملة الأجنبية.
في السياق ذاته قالت نائب وزير السياحة إن وصول الرحلات الجوية الجديدة من دول الخليج إلى شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر، يمكن أن يقدم انتعاشة إلى القطاع. وشهد الأحد 17 أبريل/نيسان 2022 وصول رحلة جوية تابعة لشركة صن ديور الإسرائيلية التابعة لشركة إلعال الإسرائيلية، قادمة لأول مرةٍ من تل أبيب إلى المدينة الواقعة في سيناء، وذلك وفقاً لبيان صادر عن شركة إلعال.
اقرأ أيضاً
الاستعانة بالسياحة الإسرائيلية
أضِف إلى محاولات مصر استقطاب السياحة الإسرائيلية، فقد بدأ أول خط طيران مباشر بين تل أبيب وشرم الشيخ، يوم 17 أبريل/نيسان 2022، بالتزامن مع بدء الحفلات الإسرائيلية في سيناء، وقد أقلعت أول رحلة طيران إسرائيلية مباشرة تابعة لشركة "إلعال" إلى مطار شرم الشيخ الدولي في مصر.
يأتي هذا بعد افتتاح شركة مصر للطيران، يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول 2021، خطاً مباشراً بين القاهرة وتل أبيب. قبل ذلك كانت الرحلات الجوية الوحيدة بين مطار بن غوريون ومطار القاهرة الدولي تديرها شركة طيران سيناء، وهي شركة تابعة لمصر للطيران، وتم تشغيل الرحلات في طائرات بدون علامات مميزة، بدون العلم المصري.
فيما تشير الإحصائيات إلى أنه في عام 2018، زار سيناء ما يقرب من 390 ألف إسرائيلي، وزاد العدد عام 2019، في شهر يونيو/حزيران، بأكثر من 50 ألفاً آخرين احتفالاً بعيد "الأسابيع" العبري.
رحلات السياحة بين مصر وموسكو
كما أضافت غادة شلبي أن استئناف الرحلات الجوية اليومية بين موسكو والقاهرة بعد تعليقها لأسابيع سوف يساعد في استعادة ما فقدته مصر، وكذلك الخدمات المحدودة من روسيا إلى منتجعات البحر الأحمر. قد يزيد أيضاً المستثمرون الروس من أنشطتهم في قطاع السياحة بعد سن قانون جديد يسمح بالاستثمار الأجنبي في جنوب سيناء، وذلك حسبما أوضحت نائب الوزير.
في حين أضافت أن السياح القادمين من أمريكا اللاتينية والبرازيل يشكلون كذلك سوقاً جديدةً بالنسبة لمصر، مضيفة أن الأسواق الأخرى المستهدفة تتضمن الهند وباكستان والمغرب والجزائر ودول الخليج، مثل البحرين وقطر والكويت.
كذلك فقد كشفت عن وجود محادثات مع ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا وإستونيا حول كيفية تعزيز زيارات السياح القادمين من هذه البلاد. وأوضحت أن الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير بجوار أهرامات الجيزة، من المخطط له أن يكون في الربع الأخير من عام 2022، وسوف يُعلن عن فعالياته قبل 6 أشهر من تاريخه.