هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء 20 أبريل/نيسان 2022، باستخدام صواريخ "سارمات" الباليستية العابرة للقارات، ضد من يهددون سلامة بلاده، فيما أعلنت واشنطن أن موسكو أخطرتها قبل إجراء تجربة لهذا الصاروخ، تأتي وسط توتر كبير بالعلاقات بين البلدين.
جاءت تصريحات بوتين خلال اجتماع عقده عبر تقنية الفيديو، مع قادة وزارة الدفاع الروسية، حيث هنأهم على "الاختبار الناجح لصاروخ سارمات"، ووصف بوتين هذا الاختبار بأنه "حدث كبير ومهم في تطوير المنظومات الدفاعية المستقبلية للجيش الروسي"، حسبما نقل موقع قناة "روسيا اليوم".
بوتين أضاف أن صاروخ "سارمات سلاح فريد يعزز القدرات الدفاعية لقواتنا المسلحة، وسيضمن أمن روسيا بشكل موثوق في مواجهة أي تهديدات خارجية، وسيجبر الذين يحاولون تهديد بلدنا في خضم خطاباتهم العدوانية المسعورة، على التفكير (جيداً)".
أوضح بوتين أيضاً أن المنظومة الصاروخية الجديدة تحظى بـ"أرفع مواصفات تكنولوجية تكتيكية"، مؤكداً قدرة "سارمات" على اختراق كل وسائل الدفاع الصاروخية المعاصرة، ولفت إلى أن تصنيع المنظومة الصاروخية الجديدة "تم باستخدام المكونات والتكنولوجيات الروسية حصراً".
من المفترض أن يتفوق صاروخ "سارمات" الذي يزيد وزنه على 200 طن، على صاروخ فويفودا الذي يبلغ مداه 11000 كيلومتر.
كان بوتين قد قال في 2019، إن الصاروخ سارمات "ليست له حدود عندما يتعلّق الأمر بالمدى"، وإنّ بإمكانه "إصابة أهداف من خلال عبور القطب الشمالي وكذلك القطب الجنوبي".
يندرج هذا السلاح في إطار سلسلة صواريخ أخرى قدّمها فلاديمير بوتين عام 2018 على أنّها "غير مرئية"، وتشمل هذه الصواريخ "كينجال" و"أفانغارد" الفرط صوتية.
كانت موسكو قد أكدت في مارس/آذار 2022، أنها استخدمت صاروخ "كينجال" ضدّ أهداف في أوكرانيا لأول مرة.
في سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن روسيا أخطرت الولايات المتحدة بـ"الشكل المناسب" قبل إجراء تجربة صاروخ "سارمات"، مضيفةً أنها ترى الاختبار روتينياً ولا يشكل تهديداً للولايات المتحدة.
تأتي هذه التجربة للصاروخ الروسي العابر للقارات، وسط توتر بالعلاقات بين موسكو وواشنطن، ودول الاتحاد الأوروبي، على خلفية الهجوم الذي تشنه روسيا على أوكرانيا منذ يوم 24 فبراير/شباط 2022 والمستمر حتى الآن.
تسبب الهجوم برفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة، على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعدّه الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.