بدأ مستوطنون إسرائيليون، الثلاثاء 19 أبريل/نيسان 2022، اقتحام ساحات المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية، بحراسة مشددة من الشرطة، وذلك لليوم الثالث على التوالي، في حين انتقد الأردن الإجراءات الأحادية للاحتلال في الأقصى.
كان العشرات من عناصر الشرطة قد اقتحموا ساحات المسجد، وانتشروا فيها قبل وقت قصير من بدء اقتحامات المستوطنين.
أجبرت الشرطة المصلين المسلمين على إخلاء ساحات المسجد بشكل كامل، قبل أن تبدأ بتسهيل اقتحام المستوطنين له عبر مجموعات تضم الواحدة منها عشرات المستوطنين.
كذلك فرضت الشرطة الإسرائيلية قيوداً على دخول الشبان الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر، ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان قولهم إن "الشرطة الإسرائيلية انتشرت على بوابات المسجد الأقصى لمنع المصلين من العودة والدخول إلى المسجد مجدداً".
أشار الشهود إلى أن العشرات من المصلين تواجدوا في المُصلى القبلي المسقوف، واحتجوا على الاقتحام عبر ترديد هتاف "الله أكبر ولله الحمد"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، كما طرق المصلون بشدة على الأبواب الخشبية الكبيرة للمصلى القبلي.
يقتحم المستوطنون ساحات المسجد، تحت حراسة الشرطة، طوال أيام الأسبوع، عدا يومي الجمعة والسبت، وتتزامن اقتحامات الأسبوع الجاري مع عيد الفصح اليهودي الذي بدأ مساء الجمعة الماضي، ويستمر حتى الخميس المقبل.
كانت جماعات استيطانية قد دعت إلى تكثيف الاقتحامات خلال فترة عيد الفصح.
الأردن ينتقد الاحتلال
في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن عاهل الأردن الملك عبد الله، قال الإثنين 18 أبريل/نيسان 2022 إن "الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب" ضد المصلين في المسجد الأقصى من شأنها تقويض فرص تحقيق السلام في المنطقة.
كذلك ألقى الملك عبد الله باللوم على إسرائيل بسبب ما وصفه بأفعال استفزازية في مجمع المسجد والتي تمس "الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشريف".
كان ما لا يقل عن 152 فلسطينياً قد أصيبوا في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية داخل مجمع المسجد الأقصى يوم الجمعة 15 أبريل/نيسان 2022 في أحدث تصاعد للعنف والذي أثار مخاوف من الانزلاق إلى صراع أوسع نطاقاً.
وتتولى المملكة الأردنية الهاشمية الوصاية على المواقع منذ عام 1924، وتدفع تكاليف صيانتها وتستمد جزءاً من شرعيتها من هذا الدور.
رغم أن المملكة أبرمت اتفاق سلام مع إسرائيل وتحافظ على علاقات أمنية قوية معها، فإن الكثير من الأردنيين مستاؤون من إسرائيل ويؤيدون تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة.
كان قد دعا أكثر من 87 نائباً في البرلمان المؤلف من 130 عضواً الحكومة الإثنين 18 أبريل/نيسان 2022 إلى إلغاء اتفاق السلام الذي لا يحظى بشعبية في البلاد.
أيضاً اندلعت احتجاجات متفرقة في أنحاء الأردن في الأيام القليلة الماضية تضامناً مع الفلسطينيين.