أعلن المغرب، السبت 16 أبريل/نيسان 2022، أنه قرر دمج اللغة الأمازيغية في الإدارات العامة (والمؤسسات الحكومية) في البلاد، وذلك بعد أيام من قرار في البرلمان شرع باعتماد الترجمة الفورية للغة الأمازيغية خلال جلساته، لأول مرة في تاريخ البلاد.
يأتي هذا بعد أن وقعت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، قراراً موجهاً إلى الوزراء والمندوبين السامين لدمج اللغة الأمازيغية في الإدارات العامة.
بيان للوزارة نُشر السبت، 16 أبريل/نيسان 2022، ذكر أن قرار مزور "جاء خلال لقائها الجمعة مع ممثلي مختلف الإدارات العمومية".
كذلك أوضح البيان أن القرار "يحث على اعتماد اللغة الأمازيغية وإدراجها في كل من مراكز الاتصال وبنيات الاستقبال والتوجيه، وفي المواقع الإلكترونية الرسمية للإدارات العمومية، وكذا في البلاغات والبيانات الموجهة للعموم، والسيارات والناقلات التي تقدم خدمات عمومية أو التابعة لمصالح عمومية".
الأمازيغية لغة رسمية
تعد الأمازيغية إلى جانب العربية لغة رسمية، وفق دستور المملكة، حيث يجري استخدامها في عدد من القطاعات، وسط مطالب بتفعيلها أكثر.
كانت الحكومة المغربية قد أعلنت، نهاية ديسمبر/كانون الأول 2021، تخصيص مليار درهم (100 مليون دولار) لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.
كذلك وقعت وزارة العدل المغربية، في يناير/كانون الثاني 2022، اتفاقية مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (حكومية)، تهدف لاستعمال اللغة الأمازيغية في قطاع العدل.
آنذاك، قال رئيس الحكومة عزيز أخنوش، على هامش التوقيع، إن الاتفاقية تهدف إلى "تيسير استقبال وإرشاد المواطنين المتكلمين باللغة الأمازيغية، وكذا ترجمة الوثائق والنصوص الإدارية والقانونية الخاصة بهم"، مؤكداً أن "تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في مجالات الحياة العامة يندرج في إطار أولويات العمل الحكومي".
يُذكر أن "الأمازيغ" هم شعوب أهلية تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة غربي مصر شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن البحر المتوسط شمالاً إلى الصحراء الكبرى جنوباً.
ينتشر الأمازيغ في المغرب (شمال البلاد ومنطقة الريف وجبال الأطلس)، والجزائر (منطقة القبائل وشرق البلاد وشمال الصحراء الكبرى)، وتونس (جربة وتطاوين وشرق قفصة)، وليبيا (جبل نفوسة وزوارة)، ومصر (واحة سيوة)، ومالي والنيجر وبوركينافاسو وموريتانيا التي تتنقل عبر حدودها قبائل الطوارق.
يبقى من غير الواضح عدد الأمازيغ في بلدان المنطقة، لأنه ليس هناك تحديد واضح للمقصود بكلمة أمازيغ.
عُرف الأمازيغ قديماً في اللغات الأوروبية باسم موري (mauri)، وهي كلمة محرّفة عن "مغربي"، وكان العرب غالباً يطلقون عليهم اسم البربر أو أهل المغرب.
مع وصول الإسلام إلى شمال إفريقيا استعرب جزء من الأمازيغ بتبنِّيهم اللغة العربية، لغة الدين الجديد، وبقي جزء آخر محتفظاً بلغته الأمازيغية.