نالت مشاهد من مسلسل كوميدي تبثه قناة سعودية، انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل، وكذلك اهتماماً لدى وسائل الإعلام الأمريكية، وذلك بعد أن تناولت الرئيس جو بايدن بشيء من التهكم والسخرية.
يأتي ذلك بالتزامن مع تراجع العلاقات الأمريكية-السعودية إلى أدنى مستوياتها، إلا أن هذه الخطوة غير المسبوقة تشكل مؤشراً جديداً على الشرخ في العلاقات بين الحليفين، بحسب ما قالته شبكة Fox News الأمريكية، الأربعاء 13 أبريل/نيسان 2022.
في المشاهد التي نالت مشاهدات ضخمة، ظهرت شخصية بايدن نائمةً، وناسية، وتتخبط في الكواليس بينما تتجاذبها شخصيةٌ تُشبه نائبة الرئيس كامالا هاريس.
جاء ذلك في إحدى حلقات مسلسل "استوديو 22" الذي تعرضه قناة "إم بي سي" السعودية، التي تملك الحكومة السعودية حصة أغلبية فيها.
بدأ البرنامج بالسخرية من بايدن الذي يشير بالإنجليزية إلى الأزمة في إسبانيا وإفريقيا عوضاً عن روسيا، كما ينسى اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتذكّره هاريس التي يقوم بدورها رجل.
كما انتهى المشهد بالرئيس الأمريكي وهو يغط في نوم عميق، لتقوم هاريس بسحبه والطلب من الحاضرين التصفيق له.
اعتباراً من بعد ظهر الأربعاء، تمت مشاهدة المقطع سبعة ملايين مرة على الأقل عبر "تويتر" وحده وأثار تعليقات من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في كلا البلدين، بحسب ما قالته "فرانس 24″.
كان رئيس مجلس إدارة "إم بي سي"، الشيخ وليد الإبراهيم، أُوقف مع نخبة من رجال أعمال آخرين بفندق ريتز كارلتون بالرياض في حملة لمكافحة الفساد عام 2017، قبل أن يطلق سراحه بعد أشهر.
فيما تبث الشبكة منذ ذلك الحين برامج تتماشى مع وجهات نظر الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وكشف الغزو الروسي لأوكرانيا عن انقسام بين واشنطن والرياض. وقاومت المملكة ضغوطاً أمريكية لزيادة إنتاج النفط؛ في محاولة لكبح الأسعار التي ارتفعت منذ بدء الحرب.
هناك أيضاً توترات مستمرة بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018 على يد فرقة اغتيال سعودية بتركيا. والعام الماضي، رفع بايدن السرية عن تقرير استخباراتي وجد أن محمد بن سلمان أمر بالقتل، وهو تأكيد تنفيه السلطات السعودية. ولم يتحدث الرجلان منذ أن تولى بايدن منصبه.
تعليقات رواد مواقع التواصل
وعجت وسائل التواصل في السعودية والولايات المتحدة بتعليقات على المشهد الساخر.
حيث اعتبر مستخدم لـ"تويتر" يدعى سعد ناصر، السخرية من بايدن "أمراً عادياً". وكتب: "في أمريكا عشرات البرامج والمشاهد التي تسخر من الرئيس الأمريكي وغيره من رؤساء العالم ومن ضمنهم رؤساء الدول العربية وحكام الخليج".
في المقابل كتب مستخدم آخر مهاجماً الرئيس الأمريكي: "بايدن خبيث لكن لا أحب أبداً الاستهزاء بأي شي مرتبط بكبر السن والأمراض".
كذلك، حظي المقطع باهتمام وسائل الإعلام الأمريكية، لا سيما وسائل الإعلام المحافظة مثل "فوكس نيوز" وصحيفة "نيويورك تايمز".
شبكة Fox News الأمريكية وصفت هذه الحادثة بالنادرة جداً، كما قالت إن مشهد بايدن بعتبر بارزاً على نحوٍ خاص، لأنه يأتي في وقتٍ وصلت خلاله العلاقات بين السعودية والأمريكية إلى القاع.
فيما نقل موقع Business Insider الأمريكي عن كارل روف، مستشار جورج بوش الابن السابق، قوله إن المشهد الساخر من القيادة الأمريكية والذي بثته وسائل الإعلام السعودية، يُشير إلى وجود نزاعٍ أكبر بين الحلفاء الذين كانوا مقربين حتى وقتٍ ليس ببعيد.
وأوضح: "لا يتعلق الأمر بالعلاقات الشخصية قدر تعلقه بالخطوات التي اتخذناها ولم تعجبهم. لقد قللنا الدعم العسكري الذي يرونه ضرورياً، ودخلنا في مفاوضات مع إيران -ألد أعدائهم- واستأنفنا مفاوضات الاتفاق النووي المزعوم".
وأردف قائلاً إن إيران أعلنت نيتها تدمير إسرائيل والاستيلاء على الأماكن المقدسة داخل السعودية: "أعتقد أن هذه هي المشكلات الثلاث الرئيسية، كما يشعرون بأن الإدارة الجديدة لم تتعاون معهم على مدار العام ونصف العام الماضيين، بل تعمل ضد مصالح بلادهم. وهم لا يفهمون السبب، ويرون في أنفسهم حليفاً قوياً، ويدركون أننا بحاجةٍ لمساعدتهم في قضايا الطاقة. لكنهم لا يفهمون سبب موقفنا في المشكلات الكبرى التالية: اليمن، وإيران، والاتفاق النووي، والمساعدات العسكرية التي كانت أقل من المنتظر مع هذه الإدارة".