قال موقع إذاعة "صوت أمريكا" إن جنود الجيش الروسي سرقوا مواد خطرة من موقع بالقرب من محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية الأوكرانية، التي احتلتها القوات الروسية بعد وقت قصير من غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
الإذاعة الأمريكية قالت في تقرير لها الثلاثاء 12 أبريل/نيسان 2022، إنها حصلت على صور حصرية لمختبر نووي قال مسؤول أوكراني إن القوات الروسية سرقت منه مادة مشعة يمكن أن تكون ضارة إذا أسيء التعامل معها، حسب الإذاعة.
يقع المختبر النووي الذي شوهد في الصور في مبنى تديره وكالة حكومية تشرف على منطقة الحظر حول محطة تشرنوبيل المعطلة منذ انفجار عام 1986 الذي يعد أسوأ حادث نووي في العالم.
"نهب" مختبرين قرب تشيرنوبل
كما قدم مدير الوكالة، إيفجين كرامارينكو، الصور المختبرية إلى إذاعة صوت أمريكا، قائلاً إنه التقطها في زيارة في 5 أبريل/نيسان، أي بعد خمسة أيام من انسحاب القوات الروسية من تشيرنوبل.
يأتي ذلك بعد أيام من اتهام الوكالة الحكومية في أوكرانيا لإدارة المنطقة المحظورة القوات الروسية، التي احتّلت محطة تشيرنوبل النووية، بسرقة مواد إشعاعية من مختبرات الأبحاث.
قالت الوكالة إن القوات الروسية نهبت مختبرين في المنطقة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، وأشارت إلى أن الروس دخلوا منطقة تخزين وسرقوا 133 مادة شديدة الإشعاع. وحذّرت الوكالة من أن "التعرّض لهذه الإشعاعات ولو بنسبة قليلة فتّاك".
فيما كانت شركة الطاقة النووية الحكومية في أوكرانيا (إنرجواتوم) قالت في أوائل أبريل/نيسان الجاري إن القوات الروسية غادرت المحطة واتجهت صوب الحدود مع بيلاروس.
قال كرامارينكو لصوت أمريكا: "لدينا مختبر يحتوي على كمية كبيرة من الأدوات المشعة التي تُستخدم لمعايرة مقاييس جرعات الإشعاع لدينا". وتعرف الإذاعة مقياس الجرعات على أنه جهاز أمان، يرتديه الأفراد عادة كشارة، لقياس التعرض للإشعاع النووي.
مواد تشكل خطراً على الناس
تتم معايرة مقاييس جرعات الوكالة باستخدام حاويات معدنية صغيرة من المواد المشعة التي تصنعها المؤسسة الحكومية في أوكرانيا USIE Izotop. أضاف كرامارينكو: "تمت سرقة معظم أدوات المعايرة. تبدو مثل العملات المعدنية. إذا حملها الجنود الروس في الأرجاء، فهذا خطير جداً عليهم".
في نفس السياق، قال الصحفي العلمي سيارهي بيساراب، المقيم في بيلاروس لصوت أمريكا، إن صغر حجم الأدوات قد يجعلها تبدو غير ضارة للمراقب غير المطلع.
أضاف بيساراب: "لكن إذا لامسهم شخص ما بشكل مباشر، فإن هذه الأنواع من الأدوات يمكن أن تسبب حروقاً إشعاعية للجلد في أقل من دقيقتين".
الأحد الماضي، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن أوكرانيا زودتها بمزيد من المعلومات عن الأضرار التي لحقت بمختبرات التحليل لرصد الإشعاع في الموقع، قائلة إن المبنى "دُمر وسرقت أدوات التحليل أو تحطمت أو تعطلت بطريقة أخرى".
كما أفاد الأوكرانيون بأن مركزاً للمعلومات والاتصالات تابعاً للموقع تضرر وتعطل الإرسال الآلي لبيانات مراقبة الإشعاع.