كشفت تفاصيل اجتماع لكبار مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، تم نشرها الإثنين 11 أبريل/نيسان 2022، أن معتقلي قضايا "الإرهاب" في غوانتامو وأبو غريب قد تم تجديد اعتقالهم بشكل تعسفي، كما تمت دراسة مقترحات لـ"قتلهم"، وذلك بهدف التغطية على ما عايشوه من أساليب تعذيب تخشى السلطات في واشنطن من "الفضيحة" لو كُشِفت.
حيث تباحث المسؤولون خلال هذه الاجتماعات عدة خيارات شملت الإبقاء عليهم رهن الاحتجاز، وإرسالهم إلى دولةٍ أخرى، ومحاكمتهم. لكن أحد المسؤولين البارزين سأل بعدها: "لمَ لا نقتلهم ببساطة؟"، بحسب ما بحسب ما نقل موقع Middle East Eye البريطاني الثلاثاء.
تفاصيل هذا الاجتماع كشفت خلال جلسة نقاش افتراضية مع الكاتبة والصحفية كاثي سكوت كلارك، التي يقدم كتابها "السجين الأبدي The Forever Prisoner" نظرةً مقربة على برنامج التعذيب المثير للجدل والخاص بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
حيث قالت كاثي خلال الحدث، الذي استضافته جمعية New America البحثية: "أعتقد أن الكشف عن محادثات من هذا النوع يدق ناقوس الخطر في وجهة نظري".
يُركّز الكتاب الذي سيصدر في وقتٍ لاحق من الأسبوع على قضية معتقل غوانتانامو أبو زبيدة، الذي تعرض للتحقيق باستخدام أساليب ترقى إلى مستوى التعذيب، من بينها التعرض للإيهام بالغرق 83 مرة في شهرٍ واحد، والتعليق عارياً من السقف، والحرمان من النوم لـ11 يوماً متتالية.
كما يُغطي الكتاب عدداً من جوانب برنامج نقل السجناء الخاص بالوكالة، فضلاً عن مقابلات أجرتها كاثي مع العديد من كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين.
إذ التقت كاثي أثناء عملها على الكتاب بجيمس ميتشيل، أحد مهندسي برنامج التعذيب. كما أجرت مقابلةً مع شخصٍ آخر كان مسؤولاً عن عملية نقل السجناء بالكامل، لكنها عرّفته فقط بلقب "غاس".
أوضحت كاثي: "بعد أن التقيت العديد من الناس في البرنامج وأجريت المقابلات معهم، أشعر وكأن الأمر تحول معهم إلى عقليةٍ جماعية، وأصبحوا جميعاً متورطين في الأمر معاً. وإذا أراد أحدهم أن يكشف عن هوية المسؤول الذي يستحق المحاكمة، فلن يستطيع توجيه أصابع الاتهام لشخصٍ بعينه".
"برنامج الاستجواب المعزز"
في أعقاب هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول، أطلقت الولايات المتحدة حملةً طويلة اليد لاقتلاع جذور "الإرهابيين" الذين خططوا للهجمات والذين من المحتمل أن ينفذوا هجمات أخرى على الأراضي الأمريكية مستقبلاً.
لكن جماعات المجتمع المدني قالت إن العديد من ممارسات واشنطن، مثل نقل السجناء و"أساليب الاستجواب المعزز"، غير قانونية وفقاً للقانون الدولي. كما خلص مجلس الشيوخ في تقرير تاريخي إلى أن هذه الممارسات ترقى لمستوى التعذيب.
في مارس/آذار 2022، سردت وثائق كُشِفَت عنها السرية مؤخراً كيف استُخدِمَ عمار البلوشي، المعتقل داخل أحد المواقع السوداء التابعة للوكالة في أفغانستان، كأداة تدريبٍ حية للمحققين تحت التدريب من أجل الحصول على شهادة التحقيقات. وقد أدى التعذيب الذي تعرض له إلى إصابته بأضرارٍ دماغية.
كما كشفت كاثي أيضاً خلال الحدث عن وجود رابطٍ بين مؤسسي برنامج التعذيب الخاص بالوكالة- مثل ميتشيل- وبين الانتهاكات الجسيمة التي حدثت داخل سجن أبو غريب سيئ السمعة، رغم نفي المسؤولين الأمريكيين. حيث تحمَّل المعتقلون انتهاكات جسدية، ونفسية، وجنسية تشمل استخدام الصدمات الكهربائية والإعدامات الوهمية على يد القوات الأمريكية.
أوضحت كاثي: "تحدثت في الكتاب باستفاضة عن الكيفية التي أدى بها برنامج الاستجواب المعزز الخاص بوكالة الاستخبارات المركزية إلى انتهاكات داخل الجيش الأمريكي أيضاً بشكلٍ قاطع ومؤكد. حيث شارك نفس الأشخاص في إعداد برامج التدريب، ومواد التدريب، وتدريب محققي الوكالة على الذهاب إلى غوانتانامو، ثم إلى أبو غريب. ويحق لجيم ميتشيل أن يقول إنني لست المسؤول عن أخطاء أبو غريب، ولكن عليه أن يتحمل المسؤولية عن إنشاء شيءٍ خرج عن السيطرة".