أثارت تصريحات وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، حفيظة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، التي قال فيها إن كثرة الإنجاب تؤدي إلى الطلاق، وتؤثر على جمال ونضارة المرأة.
تصريحات جمعة جاءت خلال مناقشة مشكلة الزيادة السكانية التي تعاني منها مصر، في جلسة بمجلس الشيوخ، يوم الأحد 10 أبريل/نيسان 2022.
ووصل عدد السكان في مصر إلى 103 ملايين نسمة و120 ألفاً خلال شهر مارس/آذار الماضي، وفقاً لرصد الساعة السكانية بمصر، الأمر الذي دفع السلطات قبل عامين إلى نشر إعلانات توعوية وبرامج تشجع المواطنين على خفض معدل الإنجاب، الأمر الذي رفضته بعض فئات المجتمع.
رفْض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بمصر تمثَّل في تصريحات جمعة، التي قال فيها: "لا يمكن أن نباهي الأمم بأجيال تعاني مشكلات صحية وتعليمية، نحتاج إلى الكثرة النافعة، ولا نريد أن نكون في ذيل الأمم".
تصريحات وزير الأوقاف المصري لم تتوقف عند هذا الحد، بل قال: "من المعلوم أن زيادة الإنجاب ترتبط بزيادة حالات الطلاق، فالزوج حينها لا يجد الوقت مع زوجته، والإمام الغزالي أكد أن كثرة الإنجاب تؤثر على نضارة وجمال المرأة".
وخلال الجلسة، أشار جمعة إلى أن وزارة الأوقاف ستستعين بالأطباء في المساجد للتوعية بقضايا الأسرة والقضية السكانية، لافتاً إلى تدريب أكثر من 80 ألف إمام، وإقامة 3617 ندوة.
التصريحات دفعت حاتم الحويني، ابن الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني، للسخرية من حديث جمعة، وطالبه بتعدد الزيجات.
أما المواطنة هبة مجدي، فقالت "مش عارفة أجيبها لك إزاي، بس لازم أقول على فكرة، كثرة الإنجاب بتزود أنوثة المرأة، وبتخليها شباب، أنا كنت ساكتة، بس قابل بقى على معلوماتك الغلط".
رئيس تحرير صحيفة الشروق وعضو مجلس الشيوخ، عماد الدين حسين، نشر على صفحته بموقع فيسبوك وقال: "لو كنا نحقق نسبة نمو تساوي ثلاثة أضعاف الزيادة السكانية فلا توجد مشكلة، خصوصاً إذا كان النمو أساساً في الزراعة والصناعة، لكن وبما أننا لا نفعل ذلك فلا مفر من السيطرة على الزيادة السكانية وتحجيمها".
وبلغ تعداد المصريين قبل ثلاثة عقود 57 مليون نسمة، لكنهم يتزايدون، حسب الإحصائيات الرسمية، على نحو يقارب 2 مليون شخص في العام.
وتأتي الزيادة السكانية بمصر في الوقت الذي يعتبرها فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي "خطراً" يواجه الدولة، وطالب المواطنين في أكثر من مناسبة بتنظيم الأسرة وضبط الزيادة.