انتخب البرلمان الباكستاني الإثنين 11 أبريل/نيسان 2022 شهباز شريف رئيساً لوزراء باكستان، خلفاً لعمران خان الذي أطاح به البرلمان من خلال التصويت على حجب الثقة عن حكومته، وذلك بناء على طلب من جانب أحزاب المعارضة دعمته المحكمة العليا.
وقبل انتخاب رئيس الحكومة الجديد، أعلن النواب من حزب رئيس الوزراء عمران خان أنهم يستقيلون جماعياً من مجلس النواب في البرلمان احتجاجاً على تشكيل معارضيه السياسيين لحكومة جديدة.
شاه محمود قرشي، وزير الخارجية السابق، ونائب رئيس حزب خان، قال في خطاب قبل تصويت لانتخاب رئيس وزراء جديد: "نعلن أننا جميعاً نستقيل".
في المقابل، شهد مختلف المدن الباكستانية، مساء الأحد 10 أبريل/نيسان 2022، وقفات احتجاجية نظمها أنصار رئيس الوزراء السابق عمران خان، ضد قرار إقالته.
وسائل إعلام باكستانية أفادت، الأحد، بأن الاحتجاجات خرجت في كل من العاصمة إسلام أباد وكراتشي ولاهور وبيشاور والعديد من المدن الأخرى؛ تلبية لدعوة رئيس حركة الإنصاف الباكستانية عمران خان.
المحتجون في الوقفات رفعوا العلم الباكستاني وأعلام الحزب، مرددين شعارات مؤيدة لخان ومنددة في الوقت ذاته بالأحزاب المنافسة التي أقالته.
من ناحية أخرى، شكر خان، في بيان عبر حسابه على موقع تويتر، الباكستانيين الذين خرجوا لتأييده، ضد المتعاونين المحليين المؤيدين للنظام المدعوم من واشنطن.
كما أضاف خان: "أصبحت باكستان دولة مستقلة عام 1974، لكن النضال من أجل الحرية يبدأ اليوم من جديد ضد مؤامرة أجنبية لتغيير النظام".
وتمت الإطاحة بخان في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد في تصويت بحجب الثقة بالبرلمان.
من هو شهباز شريف؟
ولد شريف عام 1950 لعائلة غنية، لكنه قرر خوض السياسة بدلاً من الأعمال، في عام 1997 أصبح شهباز رئيس وزراء إقليم البنجاب، بينما كان أخوه رئيساً للوزراء في باكستان.
لم يستمر الوضع على ما هو عليه لعائلة شريف، فبعد عامين قرر نواز شريف الإطاحة بقائد الجيش، ما أدى إلى حصول انقلاب عليه، وسُجن الأخوان قبل نفيهما إلى السعودية، التي بقيا فيها حتى عام 2007.
استطاع الأخوان الصعود لنفس مناصبهما السابقة بعد العودة من المنفى؛ فقد تزعم نواز حزب الرابطة الإسلامية الباكستاني وتحالف مع حزب الشعب الباكستاني للإطاحة ببرويز مشرف، وهو ما حصل فعلاً عام 2007، وانتخب نواز رئيس وزراء مجدداً عام 2013، كما عاد شهباز إلى رئاسة وزراء البنجاب أيضاً.
أطيح بحكم نواز مرة أخرى عام 2017، بعد تسريبات بنما، والتي أثبتت فساد عائلته، وحكم على إثرها بالفساد على نواز شريف، والحكم عليه بعدم الأهلية للحكم، واضطر للاستقالة بسبب ذلك.
كان من المفترض أن يخلفه أخوه شهباز في الحكم، بعد انتخابات عام 2018، لكنه خسر أمام رئيس الوزراء الحالي، وزعيم حزب حركة الإنصاف الباكستانية، لذلك أصبح شهباز زعيم المعارضة، ورئيس حزب الرابطة الإسلامية منذ ذلك الوقت