أعلن مدير شرطة منطقة كييف بأوكرانيا، أندريه نبيتوف، السبت 9 أبريل/نيسان 2022، العثور على 40 جثة في مقبرة جماعية بمدينة بوتشا، تعود لمدنيين "لم يبدوا أي مقاومة" قُتلوا على يد القوات الروسية.
وفي تصريح صحفي، قال نبيتوف إن شرطة منطقة كييف فحصت، الجمعة 8 أبريل/نيسان 2022، مقبرة تعد من أكبر المقابر الجماعية لمدنيين قتلوا على يد القوات الروسية، حسب وكالة "الأناضول".
حسب المسؤول الأوكراني نبيتوف فإن "القوات الروسية قامت بإطلاق النار على المدنيين في بوتشا بشكل ممنهج". وأوضح أن بعض الضحايا لقوا مصرعهم بنيران الأسلحة الثقيلة.
جثث المدنيين المكتشفة في مقبرة جماعية تضم رجلاً ونساء تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً، كما لفت نبيتوف إلى أن أفراد الطب الشرعي والخبراء الجنائيين يقومون بفحص الجثث وتوثيق جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الروسي.
رصاص في الرأس في كثير من الجثث
وبينما استطاعت الجهات المختصة تحديد هوية بعض الجثث وإرسالها إلى الفحص من أجل تحديد أسباب الوفاة، هناك جثث لم تُحدد هويتها بعد، حسب نبيتوف.
وكشف بدوره أنه بحسب الفحوصات الأولية لخبراء الطب الشرعي، توجد جروح رصاص في مناطق الرأس والجسم في كثير من الجثث، "ما يدل أن العديد من المدنيين قتلوا بأسلحة آلية أو ببنادق قناصة".
وكان الجيش الأوكراني نشر السبت الماضي، 2 أبريل/نيسان 2022، صوراً لجثث متناثرة على أرصفة شوارع مدينة بوتشا في ضواحي العاصمة كييف، بعد انسحاب القوات الروسية منها.
حسب الأناضول فقد انتشرت بمنصات التواصل الاجتماعي صور لعشرات الجثث، ودمار لحق بشوارع بوتشا، فيما أفادت تقارير إعلامية أوكرانية بالعثور على 57 جثة في مقبرة جماعية بالمدينة.
لكن روسيا تنفي ادّعاءات قتلها مدنيين في بوتشا، وتقول إن صور القتلى كانت "بأوامر" من الولايات المتحدة، في إطار مؤامرة لتوجيه اللوم إلى موسكو.
الغرب يندد
صور القتلى في بوتشا أثارت ردود أفعال غربية واسعة، إذ قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين 4 أبريل/نيسان 2022، إنه يجب فرض مزيد من العقوبات على روسيا بعد أن اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقتل مدنيين في بوتشا.
ماكرون قال في تصريح لإذاعة "فرانس إنتر"، إن ثمة "أدلة واضحة جداً" تشير إلى أن القوات الروسية مسؤولة عن جرائم حرب في أوكرانيا.
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن "الهجمات البغيضة ضد المدنيين" في بوتشا وأربين وقرب كييف، دليل على "أن روسيا ترتكب جرائم حرب في أوكرانيا"، وفق تعبيره، مشيراً إلى أن بريطانيا ستشدد العقوبات، وتزيد من الدعم العسكري رداً على ذلك.
جونسون أضاف في بيان، الأحد 3 أبريل/نيسان 2022: "سأفعل كل ما بوسعي لكبح الآلة الحربية (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين (…)، نحن نُكثّف عقوباتنا ونزيد الدعم العسكري، كما نعزز مساعداتنا الإنسانية لأولئك المحتاجين على الأرض".
في موقف مشابه لبريطانيا، أدانت ألمانيا عمليات القتل في بوتشا، وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الأحد 3 أبريل/نيسان 2022، إن فرض عقوبات أشد صرامة هو الثمن الذي يجب أن تدفعه روسيا عن "جرائم الحرب" في بوتشا الأوكرانية، ونددت بما وصفته بـ"العنف غير المقيد" الذي يمارسه الرئيس الروسي بوتين.
الوزيرة الألمانية قالت على تويتر إن "الصور الواردة من بوتشا لا يمكن تحملها، وعنف بوتين غير المقيد يقضي على عائلات بريئة ولا يعرف حدوداً"، مضيفةً: "يجب محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب هذه، سنشدد العقوبات على روسيا، ونساعد أوكرانيا على نحو أكبر في الدفاع عن نفسها".
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأحد 3 أبريل/نيسان 2022، إن صور القتلى المدنيين في بوتشا الأوكرانية أصابته "بصدمة شديدة"، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل "يفضي إلى محاسبة فعالة".