أعلن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن عيدروس الزبيدي، الجمعة 8 أبريل/نيسان 2022، تمسُّكه بانفصال جنوب البلاد عن شمالها.
جاء ذلك في تصريح للزبيدي نشره الموقع الإلكتروني للمجلس، غداة تعيينه عضواً في مجلس القيادة الرئاسي المفوض باستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية في البلاد.
انفصال جنوب اليمن
الزبيدي قال في تصريحاته: "إن قيادة المجلس الانتقالي تحرص كل الحرص على أن تكون حاضرة في المعترك السياسي بما يخدم قضية شعب الجنوب وتحقيق تطلعاته في استعادة دولته".
كما أضاف: "كنا واضحين مع الجميع بأننا لسنا باحثين عن سلطة، ووُجدنا لانتزاع حق شعب الجنوب ولتحقيق تطلعاته في استعادة دولته المستقلة".
في حين اعتبر الزبيدي "مشاركة المجلس الانتقالي في مشاورات الرياض إيجابية ومثمرة وعززت حضور قضية شعب الجنوب في أروقة صناعة القرار الإقليمي والدولي".
لكن لم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري من الحكومة اليمنية أو مجلس القيادة الرئاسي على تصريحات الزبيدي.
في حين وبدعوى تهميش وإقصاء الجنوب سياسياً واقتصادياً، يدعو المجلس الانتقالي إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، وهو ما يواجَه برفض شعبي ورسمي واسع.
جدير بالذكر أنه وفي يوم الخميس 7 أبريل/نيسان 2022، أصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي، إعلاناً رئاسياً من الرياض، ينص على تأسيس مجلس قيادة رئاسي من 8 أعضاء برئاسة رشاد العليمي، نقل إليه صلاحياته بالكامل؛ لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية في البلاد التي تشهد حرباً، خلَّفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.
كانت الوحدة أُعلنت بين الجمهورية العربية اليمنية (الشمال) وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجنوب)، رسمياً، في 22 مايو/أيار 1990، واعتُبر علي عبد الله صالح آنذاك رئيساً للبلاد وعلي سالم البيض نائباً لرئيس الجمهورية.
انتهاء الحرب في اليمن
في سياق ذي صلة قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الجمعة، إنه سيُنهي الحرب المستمرة منذ سبع سنوات من خلال عملية سلام، في أول خطاب له منذ أن فوَّض الرئيس اليمني المدعوم من السعودية سلطاته للمجلس الجديد.
حيث قال رشاد العليمي في خطاب نقله التلفزيون، إن "مجلس القيادة يعِد الشعب بإنهاء الحرب وتحقيق السلام، من خلال عملية سلام شامل تضمن للشعب اليمني كافة تطلعاته".
كان الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي يتخذ من الرياض مقراً له، قد فوّض سلطاته، الخميس، إلى المجلس وعزل نائبه، فيما تسعى السعودية لتعزيز التحالف المناهض للحوثيين، وسط جهود تقودها الأمم المتحدة لإحياء مفاوضات السلام.
في حين قال العليمي، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع الرياض وحزب الإصلاح الإسلامي وهو التكتل الرئيسي باليمن، في خطابه، إن المجلس سيعمل على "معالجة التحديات في كل أنحاء اليمن دون تمييز ودون استثناء".
فيما أسفرت الحرب عن مصرع عشرات الآلاف ودمرت الاقتصاد ودفعت اليمن إلى شفا مجاعة، وينظر كثيرون إلى الصراع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. ويقول الحوثيون المدعومون من طهران، إنهم يحاربون نظاماً فاسداً وعدواناً أجنبياً.
من جانبها حثت الرياض، التي تسعى جاهدة للخروج من الحرب في اليمن، المجلس على التفاوض مع الحوثيين تحت رعاية الأمم المتحدة؛ من أجل التوصل إلى "حل نهائي وشامل". ولم يصدر رد فوري من الحوثيين على خطاب العليمي.
تشكيل مجلس رئاسي
من جانبه علَّق محمد عبد السلام، كبير المفاوضين الحوثيين، على تشكيل المجلس، الخميس، ووصف الخطوة بأنها "مهزلة" و"محاولة يائسة لإعادة ترتيب صفوف المرتزقة للدفع بهم نحو مزيد من التصعيد".
في حين أعلنت الرياض عن مساعدة مالية بقيمة 3 مليارات دولار للحكومة المدعومة من السعودية بعد إعلان هادي.
كما أعلن وزراء دول مجلس التعاون الخليجي دعمهم لمجلس القيادة الرئاسي وبدء مفاوضات مع الحوثيين بإشراف الأمم المتحدة؛ "للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل"، واتفق الطرفان المتحاربان في اليمن على هدنة لمدة شهرين