قال رئيس مجلس النواب الباكستاني إن رئيس الوزراء عمر خان خسر تصويتاً بحجب الثقة بالبرلمان السبت 9 أبريل/نيسان 2022، وذلك بعد أن تخلى عنه شركاء الائتلاف الحاكم محمِّلين إياه مسؤولية تدهور اقتصاد البلاد وعدم الوفاء بوعوده الانتخابية.
جاء إعلان نتيجة التصويت بعد أن عرقل أعضاء حزب خان التصويت عدة مرات، قائلين إن هناك مؤامرة أجنبية للإطاحة بنجم الكريكيت الذي تحول إلى سياسي.
من جانبه، قال رئيس مجلس النواب إن أحزاب المعارضة تمكَّنت من جمع 174 صوتاً في مجلس النواب المؤلف من 342 عضواً لدعم اقتراح سحب الثقة، مما جعل لها الأغلبية في التصويت. ولم يحضر عملية الاقتراع سوى عدد قليل من النواب من حزب خان الحاكم.
كان مصدران قد ذكرا أن قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا التقى في وقت سابق السبت مع خان بعد تصاعد الانتقادات جراء التأخر في إجراء الاقتراع في البرلمان.
فيما قالت وسائل إعلام محلية إن البرلمان سيجتمع الإثنين لتكليف رئيس وزراء جديد بتشكيل الحكومة.
يشار إلى أن زعيم المعارضة شهباز شريف هو الأوفر حظاً لقيادة الدولة المسلحة نووياً التي يبلغ تعداد سكانها 220 مليون نسمة والتي حكمها الجيش على مدى نصف تاريخها.
شهباز (70 عاماً) هو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي تولى المنصب ثلاث مرات، وهو معروف بمهاراته الإدارية.
عمران حاول عرقلة المحاولة
صعد خان (69 عاماً) إلى السلطة في عام 2018 بدعم من الجيش. لكنه فقد في الآونة الأخيرة أغلبيته البرلمانية عندما انسحب حلفاء له من حكومته الائتلافية.
وتعهد خان، الجمعة 8 أبريل/نيسان، بأن "يناضل" ضد أي تحرك للإطاحة به، وذلك بعد أن قضت المحكمة العليا الخميس، 7 أبريل/نيسان 2022، بأن رئيس الوزراء الباكستاني "خالف الدستور"، حينما عرقل تصويتاً على الثقة كان مقرراً الأحد الماضي، 3 أبريل/نيسان، بينما حلّ البرلمان ودعا لإجراء انتخابات مبكرة. بينما أمرت المحكمة بانعقاد البرلمان مرة أخرى.
وهدَّدت الأزمة الدستورية الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في الدولة المسلحة نووياً، التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة، إذ بلغت الروبية أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار في وقت سابق من الخميس، وانخفضت احتياطيات النقد الأجنبي.
فحين اتحدت أحزاب المعارضة في مواجهة خان، الأسبوع الماضي، للضغط من أجل تصويت سحب الثقة، رفض نائب رئيس البرلمان، وهو عضو في حزب خان، التحرك، واعتبر أنه جزء من مؤامرة أجنبية وغير دستوري. وبعدها حل "خان" البرلمان.
ووصل خان (69 عاماً)، الذي قاد باكستان للفوز بكأس العالم للكريكيت عام 1992، إلى السلطة عام 2018، بعد احتشاد البلاد وراء رؤيته لدولة خالية من الفساد ومزدهرة، تحظى بالاحترام على الساحة الدولية.
وبعدما خسر عمران خان في التصويت بحجب الثقة، فإن المعارضة يمكنها أن ترشِّح رئيس وزراء منها وتحتفظ بالسلطة حتى أغسطس/آب 2023، وهو الموعد المحدد لإجراء انتخابات جديدة.
فيما تقول المعارضة إنها تريد انتخابات مبكرة، لكن بعد أن تلحق هزيمة سياسية بـ"خان"، وتمرِّر تشريعاً تقول إنه مهم لضمان أن تكون الانتخابات المقبلة حرة ونزيهة.
تقول أحزاب المعارضة إنه أخفق في إنعاش الاقتصاد الذي تضرر من جائحة كوفيد-19، ولم يفِ بوعوده لاستئصال الفساد من البلاد وبجعل باكستان أمة مزدهرة تحظى بالاحترام على الساحة العالمية.