استباقاً لأي هجمات إلكترونية روسية.. أمريكا تزيل “برمجيات خبيثة” من شبكات الكمبيوتر حول العالم

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/07 الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/07 الساعة 13:29 بتوقيت غرينتش
- هجمات إلكترونية (صورة تعبيرية)/gettyimages

قال المدعي العام للولايات المتحدة الأمريكية ميريك غارلاند، الأربعاء 6 أبريل/نيسان إن الحكومة الأمريكية عمدت سراً إلى إزالة برمجيات خبيثة من شبكات الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم خلال الأسابيع الأخيرة، من أجل "استباق أي هجمات إلكترونية روسية"، ولكي تبعث برسالةٍ تمثل رداً على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تأتي هذه الخطوة في وقت حذر فيه مسؤولون أمريكيون من أن روسيا قد تحاول ضرب البنية التحتية للمرافق الحيوية الأمريكية- مثل المؤسسات المالية وخطوط الأنابيب وشبكات الكهرباء- رداً على العقوبات الساحقة التي فرضتها الولايات المتحدة على موسكو منذ هجوم القوات الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.

واستعان الروس ببرمجيات خبيثة لإنشاء شبكة من "البوتات" (botnets)، وهي شبكات تضم الآلاف أو حتى الملايين من أجهزة الكمبيوتر الخاصة المخترقة ببرمجيات ضارة ويتحكم فيها ما يسمى بـ"سيد البوت" (Bot Master)، ويقصد به مديرية الاستخبارات الرئيسية الروسية (GRU)، ذراع استخبارات الجيش الروسي. 

ولا يُعرف الهدف المحدد لهذه البرمجيات؛ إذ يمكن استخدامها في كل شيء، بدءاً من المراقبة وحتى الهجمات المدمرة.

تدابير استباقية

كان المدعي العام للولايات المتحدة غارلاند صرح بأن الولايات المتحدة لم تكن بإمكانها أن تنتظر لمعرفة الهدف المحدد لهذه البرمجيات، فتسلَّحت بأوامر صدرت سراً عن محكمة أمريكية ومعاونة من حكومات عديدة في جميع أنحاء العالم، ومن وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، وقطعت الشبكات عن وحدات التحكم الخاصة بالاستخبارات الروسية.

المدعي العام للولايات المتحدة الأمريكية ميريك غارلاند/gettyimages
المدعي العام للولايات المتحدة الأمريكية ميريك غارلاند/gettyimages

وقال: "لحسن الحظ، تمكَّنا من تعطيل هذه البرمجيات الخبيثة قبل استخدامها".

وأجازت المحكمة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الدخولَ إلى شبكات الشركات المحلية، وإزالة البرمجيات الخبيثة، أحياناً من دون علم الشركة.

في حين أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال مراراً إنه لن يضع الجيش الأمريكي في صراع مباشر مع الجيش الروسي، إلا أن هذا الحذر لا يبدو أنه يمتد إلى الفضاء الإلكتروني، فقد أظهرت العملية التي كُشف عنها أمس الأربعاء استعدادَ الإدارة الأمريكية لنزع السلاح الذي كانت تستخدمه الاستخبارات الروسية من شبكات الكمبيوتر داخل الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم.

هجوم إلكتروني - صورة تعبيرية - istock
هجوم إلكتروني – صورة تعبيرية – istock

وعلى الرغم من انهماك الولايات المتحدة في العمل على منع الهجمات الروسية، يخشى مسؤولون أمريكيون أن بوتين ربما ينتظر لحظة معينة لإطلاق هجمة إلكترونية كبرى توقع ضرراً كبيراً بالاقتصاد الأمريكي.

يقول مسؤولون أمريكيون إن العمليات الإلكترونية الروسية منذ غزو أوكرانيا حتى الآن اقتصرت على أوكرانيا، وشملت استخدام برمجيات خبيثة مصمَّمة لشلِّ العمل في مكاتب الحكومة الأوكرانية والهجوم على نظام خدمات الأقمار الصناعية في أوروبا والولايات المتحدة المسمَّى "فياسات" Viasat. وقد استثار هذا الهجوم قلق البنتاغون ووكالات الاستخبارات الأمريكية، خوفاً من كشفه عن ثغرات في أنظمة اتصالات مهمة يمكن للروس وغيرهم استغلالها.

بناء على ذلك، أصدرت إدارة بايدن تعليمات لشركات البنية التحتية في الولايات المتحدة بالاستعداد لصد الهجمات الإلكترونية الروسية، وأصدر مسؤولو الاستخبارات في بريطانيا تحذيرات مماثلة.

تحميل المزيد