أجبرت الحرب الروسية على أوكرانيا كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على تغيير خطط نشر الجيش الأمريكي في أوروبا الشرقية ودول البلطيق، وسط قلق متزايد بشأن طموحات موسكو الأوسع في القارة، وفق ما ذكرته صحيفة "Washington Post" الأمريكية.
الصحيفة الأمريكية أوضحت في تقرير لها الأربعاء 6 أبريل/نيسان 2022، أن الحرب المفتوحة في أوكرانيا ألقت بظلالها على التخطيط طويل الأمد لوزارة الدفاع الأمريكية.
إذ قال مسؤول دفاعي أمريكي رفيع تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "ستكون هناك تغييرات في الموقف بأوروبا" جراء الحرب ضد أوكرانيا، حيث يشمل ذلك الوجود الأمريكي بالمنطقة، وفقاً للمسؤول.
تحصين أوروبا بقوات الناتو
كما أوضح المسؤول الأمريكي ان أوروبا الشرقية سيتم تحصينها أيضاً بقوات من دول الناتو الأخرى التي تحسب ما سيكون ضرورياً لردع روسيا في الأشهر والسنوات المقبلة.
أضاف: "في الوقت الحالي، أعتقد أننا سنكون قادرين على جعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ مسرحاً ذا أولوية، مع إدراك أنه يتعين علينا… زيادة حجمنا قليلاً في أوروبا".
قبل ذلك قال رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي، الجنرال مارك إيه ميلي، إنه يفضل إنشاء قواعد دائمة للقوات الأمريكية في المنطقة، ولكن مع تناوب نشر الجنود، "حتى نحصل على تأثير دائم" بتكلفة أقل؛ لأن ذلك لا يتم من خلاله تضمين نفقات مثل سكن الأسرة والمدارس.
كما قال ميلي في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: "أعتقد أن الكثير من حلفائنا، خاصة أولئك مثل دول البلطيق أو بولندا أو رومانيا، مستعدون جداً لإنشاء قواعد دائمة. سوف يبنونها ويدفعون ثمنها".
في شهادته أمام نفس اللجنة الأسبوع الماضي، قال الجنرال بالقوات الجوية، تود دي وولترز، الذي يقود القيادة الأوروبية الأمريكية، إن سياسة الناتو الحالية المتمثلة في تناوب القوات عبر أوروبا الشرقية "يجب أن تتغير" وأن الدول هناك "مستعدة تماماً" لتولي قوات الناتو بشكل دائم.
الجيش الأمريكي في أوروبا
زاد البنتاغون بشكل كبير من عدد الجيش الأمريكي في أوروبا بعد حشد روسيا لقواتها على الحدود مع أوكرانيا قبل غزوها في 24 فبراير/شباط الماضي، وذلك من حوالي 60 ألفاً إلى أكثر من 100 ألف جندي.
كما أنه في ذروة الحرب الباردة في الخمسينيات من القرن الماضي، كان الوجود العسكري الأمريكي في جميع أنحاء أوروبا أكثر من 400 ألف جندي، طبقاً للصحيفة.
تأتي المناقشات رفيعة المستوى في الوقت الذي تتعثر فيه القوات الروسية في سعيها للاستيلاء على معظم المدن الكبرى في أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة كييف.
نتيجة لذلك، قيّم المسؤولون الأمريكيون أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يراجع أهدافه عازماً على نشر المزيد من القوة القتالية في شرق أوكرانيا.
إذ قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة ستتشاور مع حلفائها "في الوقت المناسب" لتقرير الوضع الأمني المناسب في أوروبا، "بغض النظر عن كيفية انتهاء هذه الحرب"، وأن إدارة بايدن منفتحة على مناقشة ما إذا كان هناك حاجة إلى "وجود دائم أكبر" من قوات الجيش الأمريكي.
فيما قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إن القضية من المرجح أن تطرح في قمة حلف شمال الأطلسي شهر يونيو/حزيران المقبل. وأضاف: "هدفنا هو التأكد من أننا نواصل طمأنة حلفائنا وشركائنا، خاصة أولئك الموجودين على الجانب الشرقي وحلفاءنا الموجودين في منطقة البلطيق".