كشف ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، أنه يستخدم الشبكة الافتراضية الخاصة VPN، التي تُستخدم للوصول إلى المواقع المحجوبة؛ إذ لا تزال روسيا مستمرة في فرض رقابة مشددة على مرور المواطنين إلى الإنترنت والأخبار الأجنبية، طبقاً لما نشره موقع Business Insider الأمريكي، الإثنين 4 أبريل/نيسان 2022.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها بيسكوف في مقابلة مع قناة بيلاروسيا -1 التلفزيونية- وهي قناة إخبارية حكومية في بيلاروسيا حليفة روسيا، وقد نُشرت يوم السبت 2 أبريل/نيسان.
فحينما سأل المحاور، بيسكوف: "تستخدم الشبكة الافتراضية الخاصة VPN، أليس كذلك؟".
رداً على ذلك قال المسؤول الروسي البارز: "نعم بالتأكيد، لم لا؟ ليست ممنوعة".
إلا أن بيسكوف لم يوضح ما الذي كان يستخدم الشبكة الافتراضية الخاصة للوصول إليه.
كانت الحكومة الروسية قد منعت الوصول إلى المؤسسات الإخبارية الغربية مثل BBC وBloomberg وCNN، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر هذا العام، بسبب تناولها للهجوم الروسي على أوكرانيا.
كما فرضت روسيا أيضاً إجراءات مشددة على استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة في البلاد.
في حين ذكرت وكالة أنباء إنترفاكس Interfax الروسية، في منتصف مارس/آذار، أن نحو 20 خدمة شبكة افتراضية خاصة شعبية حُظرت في البلاد، وأن المسؤولين قالوا إنه سيُحظر مزيدٌ منها قريباً.
من جهتها، أفادت شبكة Euronews الشهر الماضي، بأن الطلب على الشبكات الافتراضية الخاصة يتزايد في روسيا؛ بعد القيود الجديدة التي فُرضت على الإنترنت إثر الهجوم على أوكرانيا.
حرب متواصلة
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
شروط موسكو
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
يأتي ذلك في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".
في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب التي أدت حتى الآن إلى نزوح أكثر من ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة، منهم نحو 3.8 مليون فروا إلى الخارج، نصفهم من الأطفال.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".