أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، الأحد 3 أبريل/نيسان 2022، "وصول سفينة نفطية إلى ميناء الحُديدة (غرب)"، هي الأولى منذ سريان الهدنة في البلاد.
حيث قال المتحدث باسم شركة النفط اليمنية بصنعاء (الخاضعة لسيطرة الحوثيين) عصام يحيى المتوكل، في بيان: "وصلت إلى غاطس ميناء الحديدة سفينة المازوت سيبلاندر سافير، بعد احتجازها لمدة 88 يوماً".
المتوكل أضاف أنه "لا تزال 3 سفن بنزين إسعافية محتجزة"، دون مزيد من التفاصيل.
فيما تابع: "نأمل من المبعوث الأممي الإسراع في تنفيذ اتفاق الهدنة المعلنة وتحريك باقي السفن إلى ميناء الحديدة للتخفيف من حِدة أزمة الوقود".
تعد هذه أول سفينة نفطية تصل إلى ميناء الحُديدة منذ إعلان الهدنة في اليمن.
هدنة جديدة في اليمن
كان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ قد أعلن، الجمعة 1 أبريل/نيسان 2022، عن موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد بدأت مساء السبت، مع ترحيب سابق من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والقوات الحكومية والحوثيون الموالون لإيران.
من جانبه، أثنى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على "جهود الحكومة اليمنية، وقوات التحالف بقيادة السعودية، وجماعة الحوثي لاتفاقهم على وقف إطلاق النار باليمن، وضمن ذلك الهجمات عبر الحدود".
فيما أضاف غوتيريش، في تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك: "أحثُّ جميع الأطراف على اتخاذ الترتيبات اللازمة لدعم التنفيذ الناجح للهدنة، وتفعيل آليات التعاون دون تأخير"، مطالباً بأن "تكون هذه الهدنة خطوة أولى لإنهاء الحرب المدمرة". يذكر أن اليمن سبق أن شهد عدة هدن منذ عام 2015 رعاها ثلاثة مبعوثين أمميين سابقين، تخللتها خروقات وسط اتهامات من قبل طرفي النزاع بعرقلة إنجاحها.
لكن هذه الهدنة هي "الأهم"، وفق مراقبين، كونها سمحت بإعادة فتح جزئي لمطار صنعاء (تحت سيطرة الحوثيين) المغلق أمام الرحلات التجارية منذ 2016، مع الموافقة على دخول 18 سفينة نفطية إلى ميناء الحديدة خلال شهرين، في أعلى نسبة وصول للوقود إلى مناطق الحوثيين منذ بدء الحرب.
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وبات أكثر من 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
أيضاً أدت هذه الحرب المأساوية إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم. كانت العملة اليمنية شهدت هبوطاً حاداً لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلةً 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.