نجا رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الأحد 3 أبريل/نيسان 2022، من تحرك بالبرلمان يهدف للإطاحة به من منصبه، وذلك بعدما رفض نائب رئيس البرلمان اقتراحاً بحجب الثقة عن خان، فيما أصدر رئيس البلاد قراراً بحل البرلمان.
نائب رئيس البرلمان الباكستاني، قاسم سوري، أوضح أن تعطيل التصويت على إجراء للإطاحة بخان سببه أنه "مخالف للدستور".
كان من المقرر أن يناقش البرلمان تحرك المعارضة لحجب الثقة عن خان بعد أن فقد أغلبيته البرلمانية.
بالموازاة مع ذلك، أصدر الرئيس الباكستاني عارف علوي قراراً بحل البرلمان، وذلك بناءً على دعوة من خان الذي طالب بإجراء انتخابات مبكرة.
خان قال في خطاب أذاعه التلفزيون: "لقد أرسلت النصيحة إلى الرئيس لحل المجالس"، في إشارة إلى المجالس التشريعية، ودعا الباكستانيين إلى الاستعداد لانتخابات جديدة.
يتوقع أن تؤدي هذه التطورات الأخيرة إلى موجة جديدة من عدم الاستقرار السياسي في البلاد التي تمتلك سلاحاً نووياً ويبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.
من جانبها، تعهدت المعارضة بالوقوف أمام رفض اقتراح حجب الثقة الذي جاء من جانب نائب رئيس الجمعية الوطنية في باكستان (البرلمان) ونائب رئيس حزب خان السياسي.
بيلاوال بوتو زرداري، رئيس حزب "الشعب الباكستاني المعارض"، قال في تصريح للصحفيين: "سنعتصم في الجمعية الوطنية (البرلمان). وسننتقل أيضاً إلى المحكمة العليا اليوم".
بدورها، نقلت وكالة رويترز عن شاهد قوله إن الشرطة انتشرت بكثافة في شوارع العاصمة إسلام أباد واستُخدمت حاويات شحن لإغلاق طرق.
كذلك شوهدت الشرطة وهي تعتقل ثلاثة من أنصار حزب خان الحاكم، "حركة الإنصاف"، خارج البرلمان لكن فيما عدا ذلك كان الهدوء يسود الشوارع.
تُنحي المعارضة باللوم على خان في "فشله في إنعاش الاقتصاد والقضاء على الفساد". ويقول خان -دون تقديم أدلة- إن الولايات المتحدة هي التي نسقت التحرك الذي يستهدف الإطاحة به، وتنفي واشنطن ذلك.
كان خان قد لمّح في تصريحات له، السبت 2 أبريل/ نيسان 2022، إلى أنه قد يرفض نتيجة التصويت للإطاحة به، زاعماً أن التصويت إجراء يتم بتنسيق من الولايات المتحدة.
خان أضاف في حديثه لمجموعة مختارة من الصحفيين الأجانب في مكتبه: "كيف يمكنني قبول النتيجة، في حين أن العملية برمتها فقدت مصداقيتها؟ الديمقراطية تعمل استناداً إلى قوة أخلاقية. ماذا تبقَّى من تلك القوة الأخلاقية بعد هذا التواطؤ؟".
يُذكر أن العلاقات الأمريكية الباكستانية متصدعة، خاصة بسبب أفغانستان، حيث اتَّهمت واشنطن إسلام أباد بدعم تمرد طالبان، الذي تسبب العام الماضي في انسحابٍ فوضوي للقوات الأمريكية وقوات الدول الحليفة.
تأتي هذه التطورات المتسارعة في وقت تعاني فيه باكستان أزمة اقتصادية متكررة، وتعوّل حكومة خان على صندوق النقد الدولي لإصدار الشريحة التالية من حزمة إنقاذٍ قيمتها ستة مليارات دولار، لدعم احتياطيات العملات الأجنبية المتناقصة.