تواجه أوروبا، الجمعة 1 أبريل/نيسان 2022، الموعد النهائي الذي حددته موسكو للدفع بالروبل مقابل شراء غازها، بينما يعود طرفا الصراع روسيا وأوكرانيا في اليوم ذاته مجدداً إلى طاولة المفاوضات التي ستُعقَد عن بُعد.
المفاوضات التي ستنعقد بين روسيا وأوكرانيا تأتي بعد يومين من انعقاد أخرى مباشرة في مدينة إسطنبول، يبدو أنها حققت "تقدماً إيجابياً"، لكن لم يعلن عن تفاصيله سوى بتصريحات متفائلة من مسؤولين روس وأوكرانيين.
الوقت يضيق أمام أوروبا
بدورها تواجه أوروبا خياراً بعد مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشراء غاز بلاده بالروبل (العملة المحلية) بدلاً من الدولار واليورو، وهو ما ترفضه الدول الأوروبية التي تعتمد على الغاز الروسي بنحو 40% من احتياجاتها.
وجدد بوتين، الخميس 31 مارس/آذار أمس، مطالبته مشتري الطاقة الأوروبيين بالدفع بالروبل اعتباراً من اليوم الجمعة وإلا "سيواجهون وقف العقود الحالية".
لكن دول الاتحاد الأوروبي لا تزال تصر على رفض الدفع بالروبل، كما صرحت ألمانيا وهي أكبر زبون للغاز الروسي في القارة العجوز بأن مطالب بوتين "ابتزاز".
من جانب آخر، وكالة الإعلام الروسية نقلت، الجمعة 1 أبريل/نيسان، عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية قوله إن "روسيا سترد على عقوبات الاتحاد الأوروبي".
ومع ارتفاع أسعار الوقود العالمية بسبب الحرب، أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس 31 مارس/آذار أمس، أكبر سحب على الإطلاق من احتياطيات النفط الأمريكية، حيث أعلن سحب 180 مليون برميل بدءاً من مايو/أيار، لكن هذه الكمية لا تغطي ما فقدته الولايات المتحدة من النفط الروسي الذي حظره بايدن هذا الشهر.
وتهدد الحرب أيضاً بتعطيل إمدادات الغذاء العالمية، ونشر مسؤول بالحكومة الأمريكية صوراً لما قال إنها أضرار لحقت بمنشآت تخزين الحبوب في أوكرانيا التي كانت رابع أكبر مصدر للحبوب في العالم الموسم الماضي.
جولة مفاوضات جديدة
على صعيد آخر، يعتبر اليوم الجمعة ساخناً بالنسبة لروسيا وأوكرانيا بسبب المفاوضات التي قد تناقش صياغة معاهدة بين الطرفين بوجود ضمانات دولية، بعد جولة متعثرة في إسطنبول.
وكان الكرملين صرح الأربعاء 30 مارس/آذار المنصرم، بأن مفاوضات إسطنبول "لم تفضِ إلى نتائج واعدة"، بينما ذكر عضو في الوفد الأوكراني المفاوض أن كييف اقترحت عقد لقاء مباشر بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي، لكن موسكو "رفضت" ذلك قبل تحقيق تقدم في صياغة مسودة اتفاق قبل عقد اللقاء المذكور.
وتسعى أوكرانيا لصياغة معاهدة مع روسيا متعددة الأطراف بحضور دول ضامنة، كي تضمن عدم شن حرب على أراضيها في المستقبل.
وعلى الرغم من مواصلة المفاوضات واللقاءات الدبلوماسية بين طرفي الصراع، فإن المعارك لا تزال متواصلة، وسط مواجهات محتدمة وتأهب أوكراني لمزيد من الهجمات في الجنوب والشرق، حسب "رويترز".
معارك مقبلة
وقالت موسكو في محادثات هذا الأسبوع إنها ستقلص الهجمات بالقرب من العاصمة كييف وفي الشمال كبادرة حسن نية وتركز على "تحرير" منطقة دونباس في جنوب شرق أوكرانيا. حسب "رويترز".
ولكن كييف وحلفاءها يقولون إن روسيا تحاول إعادة تنظيم صفوفها بعد تكبدها خسائر من هجوم أوكراني مضاد أدى لاستعادة السيطرة على مناطق على مشارف العاصمة، بالإضافة إلى مناطق استراتيجية في الشمال الشرقي والجنوب الغربي.
وأظهرت لقطات مصورة من إربين، على الطرف الغربي لكييف، دبابات روسية مدمرة وسط مبان تعرضت للقصف وفرق أوكرانية ترفع جثث الضحايا.
وقالت ليليا ريستيك وهي من سكان إربين "كنا نعلم أنهم (الروس) يُدفعون للخروج، لكن عندما جاء جيشنا أدركت تماماً أننا تحررنا. كانت سعادة تفوق الخيال".
وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة أدلى بها في وقت متأخر من الخميس 31 مارس/آذار المنصرم، من معارك مقبلة في دونباس ومدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة في الجنوب.
وقال زيلينسكي: "ستكون هناك معارك في المستقبل. ما زلنا بحاجة إلى السير في طريق صعب جداً للحصول على كل ما نريده".
بدوره قال سفير أوكرانيا لدى اليابان، سيرغي كورسونسكي، الجمعة 1 أبريل/نيسان، إن كييف ستتمكن قريباً من حماية أجوائها ومدنها بشكل أفضل من الهجمات الروسية، لأنها تتوقع عتاداً عسكرياً "فائق الحداثة" من الولايات المتحدة وبريطانيا.
وأضاف في مؤتمر صحفي: "لا تزال لهم الغلبة في القوة الجوية والطائرات والصواريخ، ونتوقع أن نبدأ تسلم عتاداً فائق الحداثة من الولايات المتحدة وبريطانيا لحماية سمائنا ومدننا".