غادرت أغلب القوات الروسية محطة تشرنوبيل النووية في أوكرانيا، بعد أن سيطرت عليها لأكثر من شهر، بعد الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، وفق ما ذكرته شركة أوكرانية حكومية، الخميس 31 مارس/آذار 2022.
شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية (إنرجواتوم) قالت إن معظم القوات الروسية التي كانت تحتل محطة تشرنوبيل النووية غادرت المحطة، متجهة إلى حدود روسيا البيضاء، ولم يتبقّ سوى عدد قليل منها على أراضي المحطة المعطلة.
كما أضافت في بيان: "المحتلون الذين استولوا على محطة تشرنوبيل للطاقة النووية ومنشآت أخرى في المنطقة المحظورة انطلقوا في رتلين باتجاه الحدود الأوكرانية".
بينما أوضحت أن القوات الروسية انسحبت أيضاً من بلدة سلافوتيتش القريبة، حيث يسكن الأوكرانيون العاملون في تشرنوبيل.
في أول أيام الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، يوم 24 فبراير/شباط الماضي، أعلنت موسكو سيطرتها على محطة تشرنوبيل النووية، وكان بداخله 210 من الفنيين والموظفين الذين ما زالوا محتجزين بداخله ويعملون بدون توقف.
مخاطر بمحيط محطة تشرنوبيل
بينما كشف عاملان في موقع تشيرنوبل النووي الأوكراني لوكالة رويترز، الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022، أن الجنود الروس الذين استولوا على الموقع، في 24 فبراير/شباط، عبروا بعرباتهم المدرعة في منطقة عالية السمية، تسمى "الغابة الحمراء" حول تشيرنوبل، دون أي معدات وقاية من الإشعاع؛ ما أثار سُحباً من الغبار المشع.
أحد العاملين في المحطة النووية شبَّه ما فعله الجنود بـ"الانتحار"؛ لأن الغبار المشع الذي استنشقوه في "الغابة الحمراء"، وهي الجزء الأكثر تلوثاً إشعاعياً في المنطقة المحيطة بمحطة الطاقة، وتقع على بعد نحو 100 كيلومتر شمال كييف، من المحتمل أن يسبب مشاكل إشعاع داخلي في أجسادهم، وفقاً لما نشرته صحيفة The Independent البريطانية.
ووفقاً لعاملَيْن أوكرانيين كانا في الخدمة عندما دخلت الدبابات الروسية تشيرنوبل، فإن الجنود الذين تحدثوا إليهما أثناء عملهما في المنشأة لم يكونوا على دراية بطبيعة الموقع، ولم يسبق لهم أن سمعوا عن الانفجار.
كما أشارت الوكالة البريطانية إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بعبور الغابة الحمراء وفقاً للموظفين، بل إن القوات الروسية بالعموم لم تستخدم أي معدات مضادة للإشعاع أثناء وجودها في الموقع.
سمُيَت الغابة الحمراء بهذا الاسم لأنَّ عشرات الكيلومترات المربعة من أشجار الصنوبر تحولت إلى اللون الأحمر، بعد امتصاص الإشعاع الناجم عن الانفجار، وهي تعتبر شديدة التلوث، لدرجة أنه حتى عمال محطة تشرنوبيل لا يُسمَح لهم بالذهاب إلى هناك.
تجدر الإشارة إلى أن الهيئة المنظمة لقطاع الطاقة النووية في أوكرانيا، أبلغت في وقت سابق، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن سيطرة روسيا على منشآت النفايات المشعة في محطة تشيرنوبل تحدّ من تدفق المعلومات منها، بما يمنع أوكرانيا من الرد بشكل كامل على جميع أسئلة الوكالة.
كما قالت الوكالة، في بيان: "قالت الهيئة التنظيمية للمرة الأولى اليوم إن المعلومات التي تتلقاها بخصوص تشيرنوبل تخضع لسيطرة القوات العسكرية الروسية، ولذلك لا يمكنها دائماً تقديم أجوبة تفصيلية على كل أسئلة الوكالة".
أضافت أن هذا هو الحال أيضاً فيما يخص محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تسيطر عليها روسيا.