تتجه موسكو نحو الشرق بشكل أكثر جدية لتعويض آثار العقوبات الغربية المتصاعدة ضدها منذ بدء هجومها على أوكرانيا قبل شهر تقريباً، حيث أكد وزير خارجيتها سيرجي لافروف في موقفين مختلفين الأربعاء 30 مارس/آذار 2022، نية روسيا العمل مع الصين وإيران لتطوير التعاون الثنائي.
حيث نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إن موسكو ستعمل مع إيران على اتخاذ خطوات عملية تستهدف الالتفاف على العقوبات الغربية.
فيما قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في أعقاب اجتماع في الصين مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء، إن الصين وروسيا "أكثر تصميماً" على تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون.
أضاف وانغ أن العلاقات الثنائية صمدت أمام اختبارات جديدة وسط وضع دولي متغير، لكنها حافظت على الاتجاه "الصحيح" للتنمية، مؤكداً مجدداً دعم الصين لمواصلة محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
ضغوط أمريكية على الصين
كان وزير الخارجية الصيني وانغ يي قد قال في موقف سابق إن الصين تقف على الجانب الصحيح من التاريخ بشأن الأزمة الأوكرانية كما سيثبت الوقت ذلك، وإن موقفها يتماشى مع رغبات معظم الدول.
ونقل بيان نشرته وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله للصحفيين إن "الصين لن تقبل أبداً أي إكراه أو ضغط خارجي وتعارض أي اتهامات لا أساس لها أو مريبة ضد الصين".
جاءت تصريحات وانغ بعد أن حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الصيني شي جين بينغ من "عواقب" إذا قدمت بكين دعماً مادياً لغزو روسيا لأوكرانيا.
قال شي خلال اتصال عبر الفيديو لبايدن إنه لا بد من انتهاء الحرب في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، ودعا دول حلف شمال الأطلسي إلى إجراء حوار مع موسكو.
وقال وانغ: "ندافع دائماً عن الحفاظ على السلام ومعارضة الحرب"، مؤكداً أن الصين ستصدر أحكاماً مستقلة.
وأصبحت روسيا أكثر دولة معاقبة في العالم، متجاوزة خلال 10 أيام كلاً من إيران وسوريا، وذلك بعد بدء موسكو شن هجوم عسكري على أوكرانيا، وفق ما ذكرته وكالة "Bloomberg" الأمريكية، في 7 مارس/آذار 2022.
الوكالة الأمريكية أوضحت استناداً على إحصائيات موقع عالمي متخصص في تتبع العقوبات، أن واشنطن وحلفاءها فرضوا 2778 عقوبة جديدة على روسيا بعد هجومها على أوكرانيا، ليرتفع عدد العقوبات عليها إلى أكثر من 5553.
بهذه العقوبات تجاوزت روسيا، أكبر دول العالم مساحة، وثاني أكبر قوة عسكرية، كلاً من إيران (3616 عقوبة)، وسوريا (2608)، وكوريا الشمالية (2077)، لتصبح أكثر دول العالم التي فُرضت عليها عقوبات.
إذ فرضت القوى الغربية على طهران 3616 عقوبة خلال السنوات العشر الأخيرة، بسبب برنامجها النووي، وبسبب اتهامات لها برعاية "الإرهاب"، وفق ما ذكرته وكالة "بلومبرغ" الأمريكية.
فيما أدَّت حزمة العقوبات المتتالية وغير المسبوقة على موسكو إلى إعلان كبريات الشركات الغربية في مختلف القطاعات سحب أو تعليق استثماراتها أو خدماتها في روسيا، وذلك خوفاً من تعرُّض أنشطتها للعقوبات الغربية، أو بناء على قرار من تلك الشركات لزيادة الضغط على موسكو.