قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء 30 مارس/آذار 2022، إنه عقد ما وصفه بالاجتماع "الرائع" مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وناقشا خلاله الحرب في أوكرانيا، وهي واحدة من عدة قضايا لا تتفق عليها واشنطن وشركاؤها في الخليج اتفاقاً تاماً.
فيما قال موقع Axios الأمريكي إن اللقاء الذي جمع بلينكن وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد "ساعد في تهدئة التوترات وإعادة العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة إلى المسار الصحيح".
وأضاف الموقع الأمريكي نقلاً عن سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة القول إن اللقاء كان إيجابياً وساعد في إعادة العلاقة بين الإمارات والولايات المتحدة إلى سابق عهدها.
فيما قال مصدر مطلع على الاجتماع إن لقاء بلينكن ومحمد بن زايد، الذي عقد في المغرب واستمر لساعتين، بدأ بمناقشة التوترات في العلاقة بين البلدين، لكنه انتقل سريعاً لمناقشة قضايا مثل هجمات الحوثيين على الإمارات والملف الإيراني وسوريا واتفاقات إبراهام والغزو الروسي لأوكرانيا.
أما بلينكن فقال للصحفيين خلال زيارة للجزائر إن الطاقة لم تكن محور المحادثات مع الشيخ محمد، الحاكم الفعلي للإمارات، على الرغم من أن واشنطن تريد من دول الخليج زيادة إنتاج النفط لكبح أسعار الخام التي ارتفعت بشدة لأسباب من بينها الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأضاف المسؤول الأمريكي: "نعتقد أن من المهم وجود إمدادات وفيرة من الطاقة الآن في الأسواق وأن تكون هناك أيضاً إمدادات مستقرة، لكن في الواقع لم نركز على هذه المسألة بشكل خاص".
فيما قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية قدم إفادة للصحفيين بشأن اللقاء إن مسؤولين أمريكيين آخرين بحثوا مع نظرائهم الإماراتيين الحاجة لزيادة إمدادات الطاقة.
حلفاء واشنطن منزعجون
ويشعر حلفاء واشنطن العرب بانزعاج مما يرونه تراجعاً في التزام الولايات المتحدة إزاء المنطقة مع تعامل إدارة بايدن مع أزمات في أفغانستان وأوكرانيا وأماكن أخرى.
إذ قال المسؤول إن وجود بعض الاختلاف في وجهات النظر بين الولايات المتحدة والإمارات "ليس سراً" لكن من المبالغة القول إن هناك "أزمة" في العلاقات.
قال بلينكن للصحفيين إنه أكد للشيخ محمد التزام واشنطن حيال الشرق الأوسط والدعم الأمريكي في مواجهة هجمات جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.
وقال المسؤول الذي قدم الإفادة للصحفيين طالباً عدم نشر هويته: "أعتقد أن الوزير بلينكن تمكن من تقديم نوع من التوضيح بشأن أننا ملتزمون حيال شركائنا في هذه المنطقة"، وأضاف أن ذلك يشمل تعزيز التعاون الأمني للتصدي لنفوذ إيران.
يأتي هذا في وقت تريد فيه واشنطن من حلفائها العرب اتخاذ موقف أقوى ضد روسيا بشأن هجومها على أوكرانيا، سواء من خلال التصويت مع الولايات المتحدة ضد موسكو في الأمم المتحدة أو الانضمام إلى العقوبات الغربية، أو حتى إرسال مساعدات أمنية إلى أوكرانيا.