طالب بعض القادة العرب من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال جولته الأخيرة بالشرق الأوسط، بتحديد موعد لفتح قنصليتين لبلاده في الصحراء الغربية والقدس، وفق ما ذكرته صحيفة New York Times الأمريكية، الأربعاء 30 مارس/آذار 2022.
لكن الصحيفة الأمريكية أوضحت أن بلينكن تجنب أي التزام، بشأن موعد فتح هاتين القنصليتين، وأشارت إلى أن مصير القنصليتين اللتين وعدت بهما الولايات المتحدة بالفعل، معلّق منذ الأيام الأولى لإدارة بايدن.
كما أكدت أن هاتين القنصليتين لم يتم ذكرهما في خطة إنفاق إدارة بايدن البالغة مليار دولار، لبنود وصيانة الأمن في السفارات والمجمعات الدبلوماسية بجميع أنحاء العالم في عام 2023، مما قد يعني أنه قد لا يتم فتحهما قبل نهاية العام المقبل.
تفاؤل مغربي بالموقف الأمريكي
بينما قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الثلاثاء 29 مارس/آذار، عندما سئل في مؤتمر صحفي مع بلينكن عما إذا كان يشعر بالقلق إزاء تأخر فتح القنصلية الأمريكية في الصحراء الغربية: "العلاقات المغربية الأمريكية قوية ومستمرة، وتتقدم في الاتجاه الصحيح".
إذ يطالب المغرب بالسيادة على إقليم الصحراء الغربية الذي لطالما اعتبرته الأمم المتحدة ودول أخرى محل نزاع. وأشار بوريطة إلى أنّ فتح القنصلية الأمريكية مجرد وقت.
كانت إدارة ترامب اعترفت في أيامهما الأخيرة، بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، ووافقت على فتح قنصلية أمريكية هناك في أواخر عام 2020، بعد تطبيع الرباط العلاقات مع إسرائيل.
في المؤتمر الصحفي الذي عقده الثلاثاء مع وزير الخارجية المغربي، وصف بلينكن الخطة المغربية بأنها "جادة وذات مصداقية وواقعية"، مردداً تأييد إسبانيا.
لكن يبدو أن بلينكن يحتاط أيضاً، واصفاً الخطة بأنها "نهج واحد محتمل لتلبية تطلعات شعب الصحراء الغربية"، وفق ما ذكرته الصحيفة الأمريكية.
عباس يضغط على بلينكن
كما أنه في مطلع الأسبوع الجاري، أثار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قضية إعادة فتح قنصلية أمريكية في القدس، أثناء لقائه مع بلينكن.
كان بايدن قد وعد خلال حملته الرئاسية لعام 2020، بإلغاء قرار الرئيس السابق، دونالد ترامب، بإغلاق قنصلية بلاده في القدس، التي تنظر في التأشيرات والوثائق الأخرى التي يحتاجها الفلسطينيون للهجرة إلى الولايات المتحدة.
بينما تعارض إسرائيل إعادة فتح القنصلية في القدس، وهو الموقف الذي أكده وزير الخارجية، يائير لبيد، في مؤتمر صحفي، الأحد 27 مارس/آذار مع بلينكن.
إذ قال لبيد: "ليست لدينا مشكلة… ولا نسمح لأنفسنا بالتعليق إذا كانت الولايات المتحدة تريد فتح مكتب للتعامل مع المشاكل اليومية أو المشاكل القنصلية للفلسطينيين. نحن لا نعتقد أن القدس هي المكان المناسب لذلك، لأن القدس هي عاصمة إسرائيل وإسرائيل وحدها".
بدوره، لم يتطرق بلينكن إلى هذه القضايا، وتحدث في رام الله والرباط عن المساعدات المالية ولقاحات فيروس كورونا والتدريب الوظيفي ودعم التعليم، والمزايا الأخرى التي كانت الولايات المتحدة تقدمها لكل حكومة.
كما تجنب المسؤولون الأمريكيون إلى حد كبير، الأسئلة المتعلقة بالقنصليات، في الأيام الأخيرة، بالقول إنه لا يوجد شيء يمكن الإعلان عنه في هذا الوقت، كما قال بريان ماكيون، نائب وزير الخارجية للشؤون الإدارية بوزارة الخارجية، للصحفيين، الإثنين.