جمد البنك الدولي، الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022، أربعة مشروعات في أفغانستان بقيمة 600 مليون دولار على خلفية قرار طالبان التي منعت عودة الفتيات إلى المدارس الثانوية العامة، في وقت أعلنت فيه بكين وواشنطن عن محادثات بين الصين وأمريكا وروسيا وباكستان بشأن أفغانستان.
مفاوضات بشأن أفغانستان
وزارتا الخارجية الصينية والأمريكية قالتا إن دبلوماسياً أمريكياً كبيراً سيشارك هذا الأسبوع في اجتماع بالصين لمناقشة قضايا في أفغانستان مع نظرائه من الصين وروسيا وباكستان، فيما قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن المعلومات التي لدى الولايات المتحدة تشير إلى أن الصين دعت ممثلين عن طالبان إلى المحادثات في تونشي.
وقال وانغ ون بين، وهو متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن المبعوث الصيني الخاص لأفغانستان يوي شياو يونغ سيستضيف الاجتماع، ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء الروسية بدروها عن متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها إن الوزير سيرجي لافروف وصل إلى تونشي للمشاركة في المحادثات.
لا يغادر لافروف روسيا تقريباً منذ غزو أوكرانيا الشهر الماضي، لكنه سافر إلى تركيا لإجراء محادثات مع نظيره الأوكراني.
فيما قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن الممثل الأمريكي الخاص بشأن أفغانستان توم وست سيحضر المحادثات التي تضم باكستان إلى جانب الولايات المتحدة والصين وروسيا، وقال وانغ إن الاجتماع سيجرى في الوقت الذي يجتمع فيه وزراء خارجية دول مجاورة لأفغانستان يومي الأربعاء والخميس في منطقة أنهوي بشرق الصين.
وسيرأس ذلك الاجتماع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ويحضره القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي ودبلوماسيون من باكستان وإيران وروسيا وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وإندونيسيا وقطر.
البنك الدولي يعاقب أفغانستان
ومن جهته، أعلن البنك الدولي وقف مشاريع بملايين الدولارات كانت مخصصة لأفغانستان، بعد منع الأخيرة الطالبات من الدراسة، والمشاريع التي كان من المقرر تمويلها في إطار الصندوق الاستئماني لإعادة إعمار أفغانستان الذي أعيد تنظيمه كان يجري إعدادها لتنفذها هيئات الأمم المتحدة لتمويل برامج الزراعة والتعليم والصحة والأسرة.
إذ قال البنك إن توجيهاته تقتضي أن تدعم جميع الأنشطة التي يمولها الصندوق داعمة الوصول إلى النساء والفتيات في أفغانستان والمساواة في الخدمات المقدمة لهن، مشيراً إلى قلقه البالغ حيال حظر طالبان عودة الفتيات للمدارس الثانوية.
وأضاف أنه نتيجة لذلك، فإن المشروعات الأربعة لن تطرح أمام مانحي الصندوق للموافقة عليها إلا "عندما يكون لدى البنك الدولي والشركاء الدوليين فهم أفضل للوضع وثقة في إمكانية تحقيق أهداف المشروعات".
ويأتي قرار البنك الدولي بعد أن كان المجلس التنفيذي للبنك قد وافق في أول مارس/آذار على خطة لاستخدام أكثر من مليار دولار من الصندوق لتمويل برامج التعليم والزراعة والصحة والأسرة التي تحتاج إليها البلاد بشدة، وهي الخطوة التي من شأنها تجاوز سلطات طالبان المفروضة عليها عقوبات من خلال صرف الأموال عبر هيئات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة.
وتم تجميد الصندوق الاستئماني لإعادة إعمار أفغانستان في أغسطس/آب عندما سيطرت طالبان على السلطة بعد انسحاب القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة بعد 20 عاماً من الحرب.
كما أوقفت حكومات أجنبية المساعدات المالية التي كانت تغطي أكثر من 70 بالمئة من النفقات الحكومية، وهو ما أدى إلى تسريع الانهيار الاقتصادي في البلاد.
وكان البنك قد قال عند موافقته على استخدام أموال من الصندوق في مشاريع جديدة تنفذها هيئات من الأمم المتحدة إنه سيكون هناك "تركيز قوي على ضمان مشاركة الفتيات والنساء واستفادتهن من الدعم".