أعلن التحالف العربي باليمن الذي تقوده السعودية، مساء الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022، وقف عملياته العسكرية داخل اليمن اعتباراً من الساعة السادسة من صباح يوم الأربعاء، وذلك من أجل "إنجاح المشاورات اليمنية وخلق بيئة إيجابية لصنع السلام خلال شهر رمضان".
جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم قوات التحالف، العميد تركي المالكي، نقلته وكالة الأنباء السعودية.
حيث أوضح المالكي أن وقف العمليات "جاء استجابةً لطلب مجلس التعاون الخليجي، الثلاثاء، بخصوص إيقاف العمليات العسكرية تزامناً مع انطلاق المشاورات اليمنية- اليمنية، لإنجاحها وخلق بيئة إيجابية خلال شهر رمضان".
المالكي أضاف: "تعلن قيادة القوات المشتركة للتحالف وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني اعتباراً من الساعة (06:00 بتوقيت غرينتش) صباح يوم الأربعاء استجابة للدعوة ودعماً للجهود والمساعي الداعمة للوصول إلى حل سياسي شامل".
وقف إطلاق النار
فيما أوضح أن "قيادة القوات المشتركة للتحالف ستلتزم بوقف إطلاق النار وستتخذ كافة الخطوات والإجراءات لإنجاحه".
في حين أكد العميد المالكي "ثبات موقف قيادة القوات المشتركة للتحالف الداعم للحكومة اليمنية الشرعية بموقفها السياسي وتدابيرها وإجراءاتها العسكرية".
كان نايف الحجرف، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، قد أطلق، الثلاثاء، نداءً لهدنة، تزامناً مع انطلاق أعمال المشاورات اليمنية-اليمنية، برعاية المجلس في الفترة من 29 مارس/آذار وحتى 7 أبريل/نيسان المقبل.
كما دعا الحجرف جماعة الحوثي اليمنية لحضور مشاورات الرياض.
يشار إلى أنه في 17 مارس/آذار الجاري، أعلن مجلس التعاون الخليجي، استضافة مشاورات للأطراف اليمنية انطلقت، الثلاثاء، بالعاصمة السعودية الرياض، بهدف تحقيق وقف إطلاق النار، وسط ترحيب عربي وأمريكي وأوروبي.
فيما أعلنت جماعة الحوثي، آنذاك في بيان، ترحيبها بأي حوار مع دول التحالف، شريطة أن يكون في دولة محايدة غير مشتركة بـ"العدوان" على اليمن، ما يعني غيابها عن مشاورات الرياض.
أما في 22 مارس/آذار، حث الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، في بيانين منفصلين، أطراف النزاع باليمن، على التوصل إلى هدنة خلال شهر رمضان المقبل.
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وبات أكثر من 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
أيضاً أدت هذه الحرب المأساوية إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.
كانت العملة اليمنية شهدت هبوطاً حاداً لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلةً 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.