استبعدت السياسية اليمينية المتطرفة ماريان لوبان الدخول في أي تحالف مع إريك زمور، خصمها الشعبوي الذي تعتقد أنه يعرقل مساعيها للحصول على أصوات ناخبين التيار السائد في فرنسا، وفقاً لما نشرته صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022.
وأوضحت ماريان، زعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي، أنها لا تريد حتى أن تُرى مع زمور خلال الحملة الانتخابية الرئاسية.
وبحسب الصحيفة، تُفسَّر هذه الخطوة على أنها إشارة تدل على تنامي الثقة لدى حملة ماريان بأنها سوف تصل إلى الجولة الثانية ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (44 عاماً)، وتضيق الفارق بينهما في الجولة النهائية من الانتخابات الرئاسية.
ويأتي تفاؤلها في أعقاب نشر نتائج استطلاعات رأي أجرتها المؤسسة الفرنسية للرأي العام Ifop-Fiducial لصالح مجلة Paris Match، التي وضعت ماكرون في المركز الأول خلال الجولة الأولى بنسبة 28%، وتليه ماريان بنسبة 21%، ويأتي في المركز الثالث جان لوك ميلونشون (70 عاماً)، من حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي، بنسبة 14%، وزمور بنسبة 11%، وفاليري بيكريس (54 عاماً)، من حزب الجمهوريون المنتمي إلى يمين الوسط، بنسبة 11% هي الأخرى.
كما أوضح استطلاع الرأي أن ماكرون سيهزم ماريان بنسبة 53% مقابل 47% في الجولة الثانية، وهو أقل فارق بينهما تُظهره استطلاعات مؤسسة Ifop، ويقال إن النتائج التي تحققها ماريان تعد بمثابة إثبات لنجاح محاولاتها الرامية إلى توسيع قاعدتها الانتخابية عن طريق تخفيف حدة اللغة التي تكون سامة في غالب الأحيان والتي استخدمها جان ماري لوبان (93 عاماً)، أبوها ومؤسس الحزب الذي أُدين 25 مرة لإثارة الكراهية العنصرية وتبرير جرائم الحرب، إضافة إلى جرائم أخرى.
اتهم زمور ماريان بالركوع أمام الصوابية السياسية في حملتها كي تحظى بالاحترام، واستنكر برنامجها الاقتصادي، الذي يتضمن تعهداً بخفض ضريبة القيمة المضافة على الوقود ومصادر الطاقة الأخرى من 20% إلى 5%، مثل "الاشتراكيين".
ومن جانبها هاجمت ماريان مقترحه لتأسيس "وزارة إعادة هجرة" مُكلفة بطرد ملايين الأشخاص، وتحديداً المهاجرين غير الشرعيين والمجرمين الأجانب، ويقول أيضاً: "كل هؤلاء الأشخاص الذين لا نريدهم". ووصفت ماريان الفكرة بأنها "مجحفة للغاية".
أوضحت صحيفة The Times أن بعض مستشاريها ضغطوا عليها للتودد إلى زمور بوجهة نظرٍ ترمي إلى تأسيس تحالف شعبي قبل الجولة الثانية.
لكنها تعتقد أن دعمه يمكن أن يخيف المصوتين من التيار السائد الذين تحتاج إليهم للحصول على أي فرصة لهزيمة ماكرون، وذلك وفقاً لأقرب مساعديها.
فيما قال أحد مستشاري ماريان: "زمور ليس لديه هيمنة، ولا أرضية، ولا قضية"، وقالت المحطة الإذاعية الإخبارية الرائجة France Info إنها استبعدت حتى التقاط صورة معه خوفاً من أنها قد تقوض حملتها.