كشف وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، الأربعاء 30 مارس/آذار 2022، عن تفعيل خطة "طارئة" لضمان توفير احتياجات ألمانيا من الغاز الطبيعي، إثر التهديدات التي باتت تواجهها بوقف الإمدادات الروسية، التي تعتمد عليها البلاد بشكل كبير، ومطالبة بوتين بدفع الروبل مقابل مصادر الطاقة الروسية.
الوزير الألماني كشف عن تشكيل "خلية أزمة" داخل وزارته للتعامل مع الأمر، في ظل رفض دول مجموعة السبع دفع الروبل مقابل شراء النفط والغاز من روسيا.
وأضاف أن هذه الخطة الطارئة تشمل ثلاثة مستويات إنذار، وفي هذه المرحلة فإن "أمن الإمدادات" بالغاز مضمون في ألمانيا، والخزانات ممتلئة حالياً بنسبة 25%، حسب "فرانس 24".
هابيك أكد أن "الغاز والنفط يصلان حالياً وفقاً للطلبيات"، وأن ما اتخذوه اليوم من إجراءات يبقى "مسألة وقائية"، لكنه شدَّد على أن وقف التسليم ستكون له "تداعيات خطيرة"، ستتمكن ألمانيا من مواجهتها، حسب تعبيره.
وفي المستوى الأول الذي يعني "الإنذار المبكر" يُطلب من مزودي الغاز ومشغلي أنابيب الغاز "تقييم الوضع بشكل منتظم"، وإبلاغ الحكومة، لكن دون أن تتدخل الأخيرة.
ولا تتدخل الدولة في هذه الأسواق إلا في المستوى الثالث من الإنذار.
وفي حال حصول نقص، يتخذ وضع استثنائي لتزويد الأسر وبعض المؤسسات الأساسية مثل المستشفيات والخدمات العامة، وحماية إمداداتها، لا سيما للتدفئة. ومن ناحية أخرى يمكن أن تخضع الشركات لتقنين، حسب "فرانس 24".
"التحرر من قبضة الطاقة الروسية"
وأعلنت ألمانيا، الجمعة 25 مارس/آذار 2022، أنها ستعمل على تحقيق خفض حادّ في اعتمادها الكبير على موارد الطاقة الروسية، على خلفية الهجوم الروسي العسكري على أوكرانيا.
ستستغني ألمانيا عن واردات الفحم الروسي بحلول الخريف القادم، وواردات النفط بحلول نهاية العام، بينما يبدو أن العملية ستستغرق وقتاً أطول بالنسبة لاعتمادها على الغاز الروسي، كما نشر موقع فرانس 24.
في السياق ذاته صرّح روبرت هابيك، وزير الاقتصاد، ونائب المستشار الألماني أولاف شولتز، في مؤتمر صحفي، بأن ألمانيا اتخذت خطوات أولى مهمة للتحرر من قبضة المستوردات الروسية.
وزارة الاقتصاد توقعت في بيان لها أن تنخفض مستوردات النفط الروسي إلى ألمانيا إلى النصف، وذلك بحلول منتصف العام الحالي، مع استهداف الوصول إلى استقلال شبه تام مع نهاية العام، والاستقلال عن مستوردات الفحم مع الخريف القادم بشكل كامل.
علماً أن ألمانيا كانت تستورد ثلث نفطها، وحوالي 45% من فحمها، و55% من غازها من روسيا، قبل الهجوم على أوكرانيا.
بوتين يطالب مشتري الغاز بدفع الروبل
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن الأربعاء 23 مارس/آذار 2022، أن موسكو ستبدأ بيع الغاز إلى "بلدان غير صديقة" بعملة "الروبل" المحلية بدلاً من اليورو والدولار، رداً على تجميد للأصول الروسية فرضته دول أجنبية بسبب الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.
بوتين أوضح أن التغييرات الجديدة ستؤثر فقط على عملة الدفع، وأن الحكومة والبنك المركزي أمامهما أسبوع للتوصل إلى حل بشأن كيفية نقل هذه العمليات إلى العملة الروسية.
وأضاف أنه "لا معنى لتلقي روسيا مدفوعات الصادرات بالدولار واليورو، لم يعد يعنينا قط تلقي المدفوعات بالدولار واليورو وبعض العملات عندما نورّد بضائعنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، ونخطط للتحول إلى الروبل الروسي لمدفوعات مبيعات الغاز الطبيعي للدول غير الصديقة".
كذلك، أكد بوتين أن روسيا ستستمر في إمداد الغاز الطبيعي، وفقاً للسعر والحجم المحدَّدَين في العقود الموقعة مسبقاً، مشدداً على أن بلاده تقدّر سمعتها التجارية كشريك ومورّد موثوق به، وأوضح أنه أصدر تعليماته للحكومة الروسية وشركة "غازبروم" لبدء عملية تحويل المدفوعات إلى الروبل في مبيعات الغاز الطبيعي.
وكانت الحكومة الروسية قد صادقت، في 7 مارس/آذار 2022، على قائمة البلدان "غير الصديقة" التي تشمل بلداناً مثل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكوريا الجنوبية واليابان وأوكرانيا وسويسرا وسنغافورة، إضافة إلى 15 دولة أخرى تفرض عقوبات على روسيا.
كذلك أعلنت روسيا منتصف مارس/آذار 2022، أنها ستسدد ديونها بعملتها المحلية "الروبل"، في حال تعذَّر عليها سدادها بالعملات الأجنبية، بسبب العقوبات المفروضة عليها، وأوضحت وزارة المالية الروسية أنها وضعت عدداً من الضوابط حيال تسديد الديون الخارجية بالعملات الأجنبية.