قال مسؤول جزائري إن الحكومة قررت إجراء "مراجعة عامة" لجميع الاتفاقيات التجارية التي أبرمتها حالياً مع إسبانيا، وذلك رداً على تغيير موقف الحكومة الإسبانية من ملف الصحراء الغربية، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إسبانية، الإثنين 28 مارس/آذار 2022.
بحسب الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية شكيب قايد، فإن الحكومة الجزائرية تستبعد أن تكون هناك عواقب فورية في بيع الغاز والنفط، رغم أنها ستترك الباب مفتوحاً أمام عدم تجديد العقود الحالية التي تم تمديدها مؤخراً حتى عام 2030.
شكيب قايد قال لصحيفة "El Comercio" الإسبانية خلال وجوده في العاصمة الإيطالية روما الإثنين، "من الواضح أن الجزائر ستراجع كل الاتفاقات مع إسبانيا في كل المجالات، لترى كيف ستتطور العلاقة في المستقبل".
كما أضاف الدبلوماسي الجزائري أن الحكومة الإسبانية "لم تُبلغ" الجزائر بما وصفه "هذا الانحراف" في السياسة الخارجية الإسبانية، وقال: "نحن مندهشون للغاية من هذا المنعطف غير المبرر".
دعم المغرب بملف الصحراء الغربية
فقد أعلنت الحكومة الإسبانية، الجمعة 18 مارس/آذار، تغيُّراً جذرياً في موقفها المتعلق بقضية الصحراء الغربية، من خلال دعمها موقف الرباط علناً وللمرة الأولى، لتنهي بذلك خلافاً دبلوماسياً كبيراً بين البلدين.
وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، قال أمام الصحفيين في برشلونة، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية "تعتبر إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي المُقَدّمة في 2007 (من جانب المغرب) هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع" بين الرباط وجبهة البوليساريو، كما أكد ألباريس بذلك حرفياً رسالة من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، سبق أن كشف فحواها الديوان الملكي المغربي.
كما جاء في بيان للحكومة الإسبانية "ندخل اليوم مرحلة جديدة في علاقتنا مع المغرب تقوم على الاحترام المتبادل، واحترام الاتفاقات، وغياب الإجراءات الأحادية، والشفافية والتواصل الدائم".
يأتي هذا الإعلان من جانب مدريد بعد صدور بيان عن الديوان الملكي المغربي، أشار فيه إلى رسالة وصلت من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اعتبر فيها الأخير أن مبادرة "الحكم الذاتي" المغربية المقترحة للإقليم المتنازع عليه "بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية من أجل تسوية الخلاف".
كما أعلنت مدريد أن من المقرر أن يجري سانشيز زيارة إلى المغرب، من دون أن تحدد موعدها، وأن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس سيزور الرباط "قبل نهاية الشهر الجاري"، في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين.
غضب الجزائر من موقف مدريد
من جهتها أعلنت الجزائر، السبت 19 مارس/آذار، استدعاء سفيرها لدى مدريد سعيد موسى للتشاور، احتجاجاً على ما اعتبرته "انقلاباً مفاجئاً" في موقف الحكومة الإسبانية إزاء ملف الصحراء.
حيث قال بيان لوزارة الخارجية: "تفاجأت السلطات الجزائرية بشدة من التصريحات الأخيرة للسلطات العليا الإسبانية، بشأن ملف الصحراء الغربية".
البيان الجزائري أضاف: "نستغرب الانقلاب المفاجئ والتحول في موقف السلطة الإدارية السابقة بالصحراء الغربية". على إثر ذلك "قررت الجزائر استدعاء سفيرها في مدريد فوراً للتشاور"، وفقاً للبيان.
يشار إلى أنه منذ 1975، هناك نزاع بين المغرب وجبهة "البوليساريو" حول إقليم الصحراء، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.
في حين تحول الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة.
بينما تصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، فيما تطالب "البوليساريو" باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم المتنازع عليه.