تحركات مكوكية في المنطقة.. وزير الدفاع الإسرائيلي يلتقي ملك الأردن، و”الخشية من تصعيد برمضان” محور اللقاء

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/29 الساعة 12:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/29 الساعة 12:24 بتوقيت غرينتش
ملك الأردن عبدالله الثاني ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس/ تويتر

قال الحساب الرسمي لإسرائيل باللغة العربية على موقع تويتر، الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022، إن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس اجتمع مع الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن في عمَّان، غداة قمة النقب، التي حضرها وزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، واستمرت يومين في النّقب جنوبي فلسطين المحتلة، وأعلنوا استمرار تعزيز العلاقات المشتركة وإقامة "منتدى دائم بين الدول المشاركة".

مكتب غانتس قال نقلاً عن وسائل إعلام إسرائيلية إن وزير الدفاع التقى بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان، لمناقشة المخاوف من تصاعد العنف في شهر رمضان، وأضاف أن الاجتماع ركَّز على موضوعات الأمن والسياسة المحلية، كما أشار إلى أن غانتس قدم إلى الملك عبد الله الخطوات التي تعتزم إسرائيل اتخاذها من أجل الحفاظ على "حرية العبادة" للفلسطينيين في القدس خلال شهر رمضان.

وتابع مكتب غانتس في بيانه أن "وزير الدفاع شدد على أهمية الحفاظ على الاستقرار والهدوء، والحاجة الشاملة لمحاربة الإرهاب، وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يقف وراء الهجمات الإرهابية الأخيرة في إسرائيل".

ويشار إلى أن هذا الاجتماع هو الثالث من نوعه بين عبد الله وغانتس، حيث عُقد الأول سراً، في فبراير/شباط 2021، والثاني عُقد علناً في يناير/كانون الثاني.

غياب الأردن عن قمة النقب 

وجاءت الزيارة وفقاً لما أشارت إليه مواقع محلية في إطار الجهود والاتصالات التي يقودها جلالته، من أجل إيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، واحترام الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها، وإزالة المعيقات واتخاذ الإجراءات التي تضمن حرية المصلين في شهر رمضان الفضيل.

وشدد جلالته، خلال اللقاء الذي عقد في قصر الحسينية، على أن الحفاظ على التهدئة الشاملة يتطلب احترام حق المسلمين بتأدية شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وإزالة أية عقبات تمنعهم من أداء الصلوات، ومنع الاستفزازات التي تؤدي إلى التصعيد.

وأكد جلالة الملك على أهمية تكثيف الجهود لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لافتاً إلى ضرورة وقف كل الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام.

وحضر اللقاء نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني.

إسرائيل ملك الأردن غانتس
الوزراء المشاركون في "قمة النقب" – رويترز

وتأتي زيارة المسؤول الإسرائيلي بعد غياب واضح للأردن عن قمة النقب، الأمر الذي يطرح تساؤلات عميقة عن أسباب هذا الغياب، خصوصاً أن الرياض وعمان ليستا بعيدتين عما يجري في المنطقة، وعما يتم طرحه بقمة النقب بين الدول الست المشارِكة في قمة النقب.

عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية في الأردن محمد أحمد الروسان والمستشار القانوني للمركز الثقافي الملكي، قال لـ"عربي بوست"، إنّ الأردن دُعي من قبلُ إلى قمة شرم الشيخ التي عُقدت قبل عدة أيام، بحضور الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي وولي العهد الإماراتي، لكنه لم يحضر، لأنه "يعرف الهدف من هذا المؤتمر"، على حد تعبيره.

وأضاف أن الأردن جعل بينه وبين الإمارات ومصر وإسرائيل مسافات، لأن "هناك شيئاً في الأفق يُحاك، والأردن سيتضرر منه"، على حد قوله.

قمة النقب 

والإثنين 28 مارس/آذار 2022، اجتمع كبار الدبلوماسيين في الولايات المتحدة وأربع دول عربية في إسرائيل لإظهار الوحدة ضد إيران، لكنهم استغلوا الاجتماع النادر في "قمة النقب" للضغط على إسرائيل من أجل إحياء عملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة مع الفلسطينيين، وفق ما ذكرته رويترز.

في ختام يومين من المناقشات في منتجع سديه بوكر الصحراوي، حيث دفن مؤسسها ديفيد بن غوريون، قالت إسرائيل إن هذا الحدث سيتكرر ويتوسع؛ لأنه يبني علاقات تجارية وأمنية مع دول عربية سُنية متشابهة التفكير.

بدوره قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، وهو يقف إلى جانب نظرائه من الإمارات والبحرين والمغرب ومصر والولايات المتحدة: "هذه البنية الجديدة ترهب وتردع أعداءنا المشتركين، وفي مقدمتهم إيران ووكلاؤها".

تشعر إسرائيل وبعض الدول العربية بالقلق من أن الاتفاق النووي الذي يلوح في الأفق مع إيران سيتيح لها الوسائل اللازمة لصنع قنبلة وتعزيز المقاتلين المدعومين من طهران.

بينما ترى الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى أن إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي أُبرم في 2015 هو أفضل خيار، لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قدم تطمينات لحلفاء واشنطن الإقليميين في حالة فشل الدبلوماسية.

إذ قال بلينكن: "باعتبارنا جيراناً، وأصدقاء في حالة الولايات المتحدة، سنعمل معاً أيضاً لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية المشتركة، بما في ذلك التهديدات من إيران ووكلائها".

تحميل المزيد