أعلنت وزارة الدفاع التركية، في وقت مبكر من صباح الإثنين 27 مارس/آذار 2022، العثور على لغم بحري قبالة سواحل "إيغنه أدا" القريبة من الحدود البلغارية، في حادثة هي الثانية من نوعها خلال أسبوع فقط، بعد تحذيرات روسية من انجراف العديد من الألغام بعيداً عن موانئ أوكرانية، الأمر الذي نفته كييف.
فرق "قوات الدفاع تحت الماء" التركية المعروفة اختصاراً بـ(SAS) المتخصصة بتفكيك الألغام البحرية، نجحت في تفكيك اللغم وإعطابه، حسبما أعلنت الدفاع التركية، دون أن تذكر مصدر هذه الألغام المنجرفة من البحر الأسود.
قبل يومين السبت 26 مارس/آذار 2022، أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إبطال فرق قوات الدفاع تحت الماء (SAS) مفعول لغم قديم عثر عليه في مضيق البوسفور بإسطنبول.
الألغام التي تتقاذفها مياه البحر الأسود وسط استمرار المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية منذ 24 فبراير/شباط الماضي، باتت تثير جدلاً لدى تركيا التي تحاول مواصلة دورها المتوازن في هذا الصراع.
وتسبب اللغم الذي عثر عليه قبل يومين في إغلاق مضيق البوسفور مدة 5 ساعات أمام السفن، كما شهدت البحرية التركية حالة استنفار؛ حيث أرسلت عدة سفن متخصصة في الكشف عن الألغام إلى البحر الأسود، فضلاً عن إرسال طائرتين تابعتين للدوريات البحرية من طراز C-130 إلى هناك.
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار وصف ذلك الجسم الذي تسبب في انفجار مدوّ شمالي إسطنبول، بأنه نوع قديم من الألغام، مؤكداً وجود اتصالات مع الجانبين الروسي والأوكراني بهذا الصدد.
والإثنين 28 مارس/آذار شهدت تركيا حادثة أخرى من الألغام البحرية قبالة سواحل "إيغنه أدا" القريبة من الحدود البلغارية، بعد العثور على لغم من قِبل صيادين كانوا في المنطقة ليخبروا السلطات المختصة على الفور.
وكانت الاستخبارات الروسية زعمت، الإثنين 21 مارس/آذار 2022، أن عدة ألغام انجرفت نحو البحر عقب انفصالها عن كابلات بالقرب من موانئ أوكرانية، الأمر الذي نفته كييف ووصفته بأنه "معلومات مضللة" ومحاولة "لإغراق أجزاء من البحر".
تركيا تغلق المضائق
يُشار إلى أنه في 28 فبراير/شباط 2022، أعلنت تركيا إخطارها جميع الدول بمنع دخول السفن الحربية عبر مضيقيها البوسفور والدردنيل، في خطوة سبق أن طالبت بها أوكرانيا بعد الهجوم الذي شهدته أراضيها من روسيا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في تصريح نقلته وكالة الأناضول، إن أنقرة أخطرت جميع الدول التي تملك شواطئ على البحر الأسود، والتي لا تملك، بألا ترسل سفنها الحربية لتمر عبر مضايقنا.
وتسمح معاهدة مونترو للمضايق البحرية، الموقعة عام 1936، بمرور السفن الحربية التابعة للدول غير المشاطئة للبحر الأسود، من مضيقَي الدردنيل والبوسفور، بشرط إشعار تركيا بالمرور قبل 15 يوماً، والبقاء في البحر الأسود لمدة لا تتجاوز 21 يوماً، فيما تسمح لتركيا بمنع السفن العسكرية من عبور المضايق في حالة نشوب حرب.
كان سفير أوكرانيا في أنقرة قد قال إن كييف طلبت من تركيا بشكل رسمي، إغلاق مضيقَي البوسفور والدردنيل أمام روسيا، وإن بلاده تتوقع التضامن من أنقرة وفرضها عقوبات رداً على الخطوات الروسية.
الطلب الأوكراني الذي جاء قبل أيام، قالت تركيا إنه ليس بإمكانها منع السفن الحربية الروسية من الوصول إلى البحر الأسود عبر مضايقها، بناءً على طلب أوكرانيا، بسبب بند في اتفاق دولي يسمح للسفن بالعودة إلى قواعدها.