قال ليونيد باسيشنيك زعيم الانفصاليين في منطقة "لوغانسك" الواقعة شرق أوكرانيا، التي أعلنت استقلالها من جانب واحد وتدعمها موسكو، إن المنطقة قد تجري استفتاءً قريباً بشأن الانضمام إلى روسيا.
الموقع الإخباري لجمهورية "لوغانسك" الشعبية، نقل الأحد 27 مارس/آذار 2022، عن باسيشنيك قوله: "أعتقد أنه في المستقبل القريب سيجري استفتاء على أراضي الجمهورية، سيمارس الشعب حقه الدستوري المطلق، ويعبر عن رأيه في الانضمام إلى روسيا الاتحادية".
كانت روسيا قد اعترفت الشهر الماضي بـ"استقلال" جمهوريَّتي لوغانسك ودونيتسك، وأمرت بما وصفته بعملية لحفظ سلام في المنطقة بعد فترة وجيزة.
تأتي تصريحات زعيم الانفصاليين في "لوغانسك" بعد يومين من إعلان وكالة "تاس" للأنباء، نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية، قولها إن "القوات الروسية (حرَّرت) 93% من أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية".
تعود قصة منطقتي "لوغانسك" و"دونيتسك" إلى أبريل/نيسان 2014، عندما نشب صراع انفصالي في المقاطعتين اللتين (يطلق عليهما إقليم دونباس)، وذلك بعد أسابيع قليلة من ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية، بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش، بسبب انتفاضة شعبية في العاصمة كييف.
أثارت الإطاحة بيانوكوفيتش الغضب في المناطق التي كانت تمثل قاعدة انتخابية له في شرق وجنوب وشمال شرقي أوكرانيا، ذات الغالبية المتحدثة باللغة الروسية.
رأى أنصار "العالم الروسي" في دونباس فرصةً للاستفادة من المشاعر القومية الروسية بين الأوكرانيين الناطقين بالروسية وحماية المدنيين، حيث صوّروا كييف على أنها يسيطر عليها الفاشيون.
تماشياً مع مفهوم "العالم الروسي" قاموا ببناء حجة للمطالبات الروسية التاريخية بأجزاء من شرق أوكرانيا، حتى إنهم يشيرون أحياناً إلى هذه الأراضي باسم نوفوروسيا، أو روسيا الجديدة.
وفقاً لذلك استولى المتمردون المسلحون في المنطقة الشرقية المدعومون من روسيا على المباني الحكومية في كلتا المقاطعتين، وأعلنوا ما سمّوه "جمهوريتين شعبيتين" في منطقتي "دونيتسك ولوغانسك"، وتحرك الجيش الأوكراني والكتائب المتطوعة لإخماد الاضطرابات.
ثم اندمجت ميليشيات المنطقتين الانفصاليتين، في 16 سبتمبر/أيلول 2014، لتشكيل "القوات المسلحة المتحدة لنوفوروسيا". وأدت أعمال العنف في شرق أوكرانيا بين القوات الانفصالية المدعومة من روسيا والجيش الأوكراني، إلى وفاة ما يتراوح بين 10 آلاف و24 ألفاً منذ 2014.
يعيش نحو 4 ملايين في الجزء الانفصالي من إقليم دونباس الأوكراني، الذي يشمل أجزاء من مقاطعتي "دونيتسك ولوغانسك"، ويُعتقد أنه في حين أن غالبية متمردي إقليم دونباس وُلدوا في أوكرانيا، إلا أن هناك أعداداً كبيرة من الروس بينهم.
كما وزعت روسيا على مدار السنوات الماضية جوازات سفر لمئات الآلاف في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.
يُذكر أن روسيا أطلقت في 24 فبراير/شباط 2022 عملية عسكرية ضد أوكرانيا، فيما وصفته بأنه "عملية خاصة" لتقويض القدرات العسكرية لكييف، والقضاء على مَن تصفهم بأنهم "قوميون خطرون"، وهي تهمة ترفضها أوكرانيا.
تُشير أحدث إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن الهجوم الروسي على أوكرانيا أودى بحياة الآلاف، ودفع نحو 3.8 مليون للجوء إلى الخارج، فضلاً عن نزوح أكثر من نصف أطفال أوكرانيا عن ديارهم.