جماعات مسلحة شيشانية و”تتار” يحملون السلاح لدعم أوكرانيا.. وصفوا قديروف بـ”الدمية” في يد بوتين

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/25 الساعة 21:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/25 الساعة 21:39 بتوقيت غرينتش
مقاتلون أجانب يستعدون للانضمام للقتال ضد الغزو الروسي لأوكرانيا يتجمعون في لفيف/رويترز

قالت شبكة DW الألمانية في تقرير نشرته يوم الخميس 24 مارس/آذار 2022  إن رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، المعروف بولائه الشديد لفلاديمير بوتين، خرج ليُعلن عبر قنواته على تليغرام أن رجاله سيقاتلون داخل "أكثر المناطق سخونةً في أوكرانيا".

لكن بعض المحللين العسكريين شككوا في ما إذا كان تبجحه على الشبكات الاجتماعية يعكس واقع أداء أبناء بلاده داخل ساحة المعركة، إذ توجد مجموعةٌ أخرى من الشيشانيين الذين انضموا إلى الحرب أيضاً بطول خطوط القتال- لكنهم ينتوون الدفاع عن أوكرانيا ضد الهجوم الروسي.

قيادي شيشاني يدافع عن أوكرانيا

حيث ظهر آدم عثماييف، القيادي الشيشاني المنفي، في فيديو منشور على الشبكات الاجتماعية وهو يحمل سلاحاً إلى جوار ثلاثةٍ من رجاله المسلحين المقنعين. وتحدث عن جنود قديروف، قائلاً: "أعزائي الأوكرانيين، رجاءً لا تنظروا إلى هؤلاء الناس باعتبارهم يمثلون الشيشان. إنهم خونة ودمى في يد روسيا. أما الشيشانيون الحقيقيون فهم يقفون إلى جواركم، وينزفون معكم، كما كانوا يفعلون على مدار السنوات الثماني الماضية". 

يتزعم عثماييف كتيبة جوهر دوداييف، التي تحمل اسم زعيم المتمردين الشيشاني الراحل. وتُعد الكتيبة واحدةً من الجماعتين الشيشانيتين المتطوعتين اللتين تقاتلان علناً ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا والقوات الروسية في أوكرانيا منذ عام 2014. أما الجماعة الأخرى فهي كتيبة الشيخ منصور، التي يتزعمها مسلم شبرلوفسكي.

هناك مبالغات من الجانب الأوكراني بشأن نتائج الخرب/رويترز

في حين لا يعرف أحدٌ هويات أو أعداد المتطوعين الشيشانيين. لكن يُعتقد أن غالبيتهم من الأشخاص الذين رحلوا عن الشيشان سواءً بنهاية الحرب عام 2003، أو فراراً من حكم قديروف المستبد على مدار السنوات الماضية.

وقد سجنت الحكومة الأوكرانية في عام 2013، حين كانت متحالفةً مع موسكو، عثماييف بتهمة التآمر لاغتيال بوتين- وهي تهمةٌ أنكرها عثماييف. وعقب إطلاق سراحه بعدها بعام، اتجه إلى منطقة دونباس ليقاتل ضد الانفصاليين المؤيدين لروسيا.

تنظيم الدولة الإسلامية 

فيما تحدثت وسائل الإعلام الروسية والغربية من قبل عن روابط مزعومة بين كتيبة الشيخ منصور وتنظيم الدولة الإسلامية وحين بدأ جيش بوتين التقدم صوب كييف، أعلن قادة الكتيبتين وآلاف المتطوعين الأجانب الآخرين أنهم سيواصلون الدفاع عن أوكرانيا ضد "عدوهم المشترك".

ولا شك أن إصرارهم على مساعدة أوكرانيا في وجه الهجوم الروسي القائم ينبع من أوجه الشبه بين ما يعيشه الأوكرانيون الآن وبين المصير الذي ذاقوه بأنفسهم من قبل.

أزمة الحرب في الشيشان 

من ناحية أخرى، يرى العديد من الشيشانيين في المنفى أن بوتين يعامل الأوكرانيين بنفس الطريقة التي عاملهم بها.

إذ قال ألبرت بينيناشفيلي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بولونيا، لشبكة DW الألمانية: "لا شك أن محاولات موسكو اليوم لفرض السيطرة على أوكرانيا المستقلة لها أصداء في قلوب وعقول العديد من الشيشانيين، الذين يتذكرون كفاحهم من أجل الاستقلال ضد آلة الاستعمار الروسية".

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور مواقع جيش بلاده بالقرب من خط المواجهة مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة دونباس/رويترز

فيما يتطلع بوتين إلى توسيع هيمنة روسيا على الحدود السوفييتية، ولكن دون أي نية لإعادة النظام السوفييتي "الذي يتركنا فعلياً أمام استعمارٍ روسي في النهاية".

من جانبه، قال مارات إلياسوف، الباحث في جامعة فيتاوتاس الكبير الليتوانية، للشبكة الألمانية: "يعتبر الشيشانيون الحرب في أوكرانيا بمثابة استكمالٍ لحرب الشيشان. ولهذا يريدون المساهمة في تحقيق النصر النهائي ضد هذا الشر الملموس- وهو أمرٌ لم يتحقق على التراب الشيشاني. ويُضاف إلى ذلك حافزٌ آخر هو الالتزام الأخلاقي بمساعدة الناس في مثل هذه الظروف، والتعبير عن التضامن معهم".

كما يرى شبرلوفسكي، قائد كتيبة الشيخ منصور، أيضاً أن المعركة القائمة هي جزءٌ من صراعٍ أكبر بكثير. إذ قال في مقابلةٍ مع إذاعة أوروبا الحرة: "نحن نقاتل في أوكرانيا منذ عام 2014 لهزيمة عدونا المشترك".

في حين شجع أحمد زكاييف، زعيم الحكومة الانفصالية الشيشانية المنفي، جميع الشيشانيين الذين يعيشون في الخارج على القتال في صفوف الحكومة الأوكرانية خلال مقطع فيديو نُشِرَ عبر الشبكات الاجتماعية.

جماعات مختلفة تدعم أوكرانيا

لكن في المقابل وحسب التقرير الألماني، ليس الشيشانيون هم جماعة المسلمين الوحيدة التي تساعد الأوكرانيين.

إذ نشر سعيد إسماعيلوف، مفتي مسلمي أوكرانيا تتري الأصلي، صورةً لنفسه بالزي العسكري إلى جانب أفراد قوات الدفاع الإقليمي الأوكرانية في كييف. وظهر في مقطع فيديو آخر وهو يدعو مسلمي العالم إلى التضامن مع أوكرانيا.

حيث يقاوم تتار القرم، الأقلية المسلمة من السكان الأصليين للقرم، ضد الاحتلال الروسي منذ عام 2015. كما انضم بعضهم إلى القوات المسلحة الأوكرانية.

روسيا الهجوم على أوكرانيا
دبابات روسية تعبر نحو أوكرانيا،/ رويترز

بينما تداولت وسائل الإعلام الأوكرانية على نطاقٍ واسع مقطع فيديو لأيدر روستموف، مفتي الإدارة الدينية لمسلمي القرم (المعترف به من أوكرانيا). وحثّ أيدر في المقطع مسلمي أوكرانيا على الدفاع عن وطنهم، كما طالب مسلمي روسيا بإدانة الهجوم.

وقد حاول قديروف، صوفي المذهب، أن يروج لمعاركه في أوكرانيا باعتبارها من أشكال الجهاد. حيث كتب على قناته في تليغرام يوم الرابع من مارس/آذار 2022: "لقد صدر الأمر، حان وقت الجهاد!".

تاريخ من الترويع والتعذيب

في حين قالت الجماعات الحقوقية، مثل هيومن رايتس ووتش، إنّ قوات قديروف شبه العسكرية لها تاريخٌ طويل من ترويع وتعذيب وقتل المعارضين السياسيين، بحجة أنهم من المتمردين الإسلاميين.

لكن مزاعم قديروف الأخيرة تعرضت لانتقادات حادة من جانب النشطاء والقادة المسلمين، وحتى من جانب المؤمنين بالجهاد من جهاديي سوريا والعراق.

حيث كتب ميسرة بن علي، المعروف باسم أبو ماريا القحطاني، زعيم هيئة تحرير الشام على تليغرام: "قتلت روسيا آلاف المسلمين، ولا تزال تقتلهم. ودعم روسيا في أوكرانيا هو دعمٌ للمجرمين".

تحميل المزيد