أعلنت جماعة الحوثي اليمنية مساء السبت، 26 مارس/آذار 2022 تعليق الضربات ضد السعودية وعملياتها العسكرية داخل اليمن لمدة 3 أيام.
جاء ذلك خلال كلمة لرئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة (بمثابة الرئاسة) مهدي المشاط، تزامناً مع حلول الذكرى السابعة لانطلاق عمليات التحالف العربي التي توافق 26 مارس/آذار، نشرتها وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين.
الحوثي تعلق استهدافها للسعودية
المشاط قال في كلمته: "نعلن بشكل أحادي تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير والأعمال العسكرية كافة باتجاه السعودية براً وبحراً وجواً لمدة 3 أيام". وأكد استعداد جماعته "لتحويل هذا الإعلان لالتزام نهائي وثابت إذا التزمت السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن بشكل نهائي".
كما أعلن المشاط كذلك "وقف العمليات الهجومية في عموم الجبهات الميدانية (داخل اليمن) بما في ذلك مأرب (شرق) لمدة 3 أيام". ولم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري من الحكومة اليمنية، ولا التحالف العربي بقيادة السعودية بهذا الخصوص.
جدير بالذكر أنه ومنذ الجمعة، صعّدت جماعة الحوثي ضرباتها بواسطة الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة على منشآت حيوية في السعودية.
غارات سعودية داخل اليمن
في المقابل، نفذ التحالف العربي، السبت، غارات جوية مكثفة على أهداف ومواقع للجماعة في العاصمة صنعاء (شمال) والحديدة (غرب).
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه التحالف العربي في اليمن، عن تعرض السعودية لـ"هجوم عدائي" الجمعة، لافتاً إلى أنه يمارس "ضبط النفس" لإنجاح المشاورات التي تقودها الأمم المتحدة بهدف إنهاء الأزمة بالبلاد.
حيث قال التحالف في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية: "إن الدفاعات السعودية دمرت مسيّرتين مفخختين أُطلقتا باتجاه نجران (جنوب غرب)". وأوضح أن المملكة تعرضت لـ16 هجوماً عدائياً الجمعة.
كما أضاف: "نمارس ضبط النفس من أجل أشقائنا اليمنيين لإنجاح المشاورات (التي يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ)".
مشاورات من أجل وقف حرب اليمن
في المقابل وفي يوم الخميس، أعلن غروندبرغ اختتام الأسبوع الثالث من المشاورات بين الأطراف اليمنية التي أعلن عن انطلاقها في 7 مارس/آذار الجاري بالعاصمة الأردنية عَمَّان؛ بهدف إنهاء الأزمة المندلعة من نحو 7 سنوات.
في سياق متصل، حذر التحالف العربي، جماعة الحوثي "من التمادي في انتهاكاتهم الجسيمة، وأن لا يختبروا التحالف".
من جانبه، أعلن المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع في بيان، عن إطلاق دفعات من الصواريخ الباليستية والمجنحة وسلاح الجو المسير على منشآت وأهداف حيوية في السعودية.
حيث أوضح البيان الذي نشرته قناة المسيرة التابعة للحوثيين "أن الضربات استهدفت منشآت لشركة أرامكو في جدة (غرب) وجازان ونجران (جنوب غرب)، ومصفاة رأس التنورة ومصفاة رابغ النفطية".
كما استهدفت الضربات "منشآت وأهدافاً حيوية (لم يحددها) في الرياض وظهران الجنوب وأبها وخميس مشيط (جنوب غرب)"، حسب الجماعة. وتوعَّد البيان "بتنفيذ مزيد من الضربات النوعية ضمن بنك أهداف كسر الحصار".
يذكر أن الحوثيين اعتادوا إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة ومقذوفات على مناطق سعودية، مقابل إعلانات متكررة من التحالف العربي بإحباط هذه الهجمات، فيما خلف بعضها ضحايا مدنيين.
في حين يشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حرباً مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيون المدعومون من إيران، المسيطرون على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.