شرع مسلمون أمريكيون في مقاضاة الحكومة الأمريكية، وذلك بسبب ما وصفوه باستهدافهم في كل سفر لهم خارج البلاد، حيث يتم إيقافهم واستجوابهم في كل عودةٍ لهم، بحسب ما نقل موقع Middle East Eye البريطاني الجمعة 25 مارس/ آذار 2022.
بحسب الموقع، فقد رفع ثلاثة مواطنين أمريكيين مسلمين دعوى قضائية على سلطات الهجرة الفيدرالية الأمريكية الخميس 24 مارس/آذار زاعمين استيقافهم واستجوابهم بشأن دينهم في كل عودة لهم تقريباً من الخارج.
زعم المواطنون الأمريكيون الثلاثة أن ضباط الحدود يخصُّونهم بفحص وتفتيش مختلف عن غيرهم، ويسألونهم هل هم مسلمون، سُنة أم شيعة، وأي مسجد يرتادون، وكم مرة يصلون؟
تمييز ديني
الدعوى التي رفعها بالوكالة "الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية" (ACLU) في محكمة محلية في لوس أنجلوس، زعم فيها أصحابها أنهم يعاملون معاملةً تنطوي على تمييز ديني بموجب ما ورد في الدستور الأمريكي؛ إذ تنتهك الحقوق المنصوص عليها في التعديل الأول بخصوص حرية الدين، لأن أتباع الديانات الأخرى لا يتعرضون لمثل هذا الاستجواب.
كما تطالب الدعوى بإلزام "إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية" (CBP) إسقاطَ سجلات أصحاب الدعوى الثلاثة، والتي يقول اتحاد الحريات المدنية الأمريكي إن السلطات تحتفظ بها في قاعدة بياناتها مدةً تصل إلى 75 عاماً ويُتاح الوصول إليها لوكالات إنفاذ القانون الأمريكية.
يحتج المدعون في أوراق الدعوى بأنه "مثلما لا يجوز لضباط الحدود تصنيف المسيحيين الأمريكيين واختصاصهم بالسؤال عن طوائفهم الدينية، والكنيسة التي يرتادونها، ومدى انتظامهم في الصلاة، فإن تعرض أفراد أمريكيين مسلمين لأسئلة من هذا النوع أمرٌ غير دستوري. وللمدعين كامل الحق في مواطنة كاملة ومتساوية مع غيرهم من المواطنين في المجتمع الأمريكي".
تزعم الدعوى أن "ما ينتهجه ضباط الحدود الممثلون للوكالات المدعى عليها من استهداف لأصحاب الدعوى بالاستجواب الديني لمحض كونهم مسلمين يُلحق وصمة عارٍ بهم لمجرد اتباعهم ديناً معيناً، ويوقع دينهم موضع الشك وانعدام الثقة".
يقول أحد المدعين، واسمه عبد الرحمن عدن كاري ويعمل إمام مسجد في مدينة بلومنغتون بولاية مينيسوتا، إنه "ينتابه القلق في كل عودة له إلى الولايات المتحدة" من الخارج، و"يتخوف باستمرار من الطريقة التي سيُنظر إليه بها".
أشار كاري إلى أن الضباط سألوه في المرات التي استوقفوه واحتجزوه فيها عن كونه سلفياً أم صوفياً، وأين درس الإسلام، وما آراؤه عن العالِم المسلم ابن تيمية الذي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي.
نتيجة لذلك، يقول كاري إنه لم يعد يرتدي قبعة الصلاة في المطار، وأضاف في بيانٍ: "إنه لأمر فظيع أن تحس أنك مضطر إلى إخفاء جزء أساسي من هويتك عن حكومتك. لا يجوز استجوابي بسبب ديني".
في هذا السياق، قالت آشلي جورسكي، كبيرة محامي مشروع الأمن القومي التابع لاتحاد الحريات المدنية الأمريكي، إن "الاستجواب الذي يجريه ضباط الحدود على أساس ديني أمرٌ غير دستوري، وقد حان الوقت لمحاسبة الحكومة على ذلك. هذا الاستجواب المقتحم للخصوصية لا يخدم أي غرض مشروع لإنفاذ القانون، ويبث رسالة مؤذية ووصمة بمن يتعرضون له مفادها أن حكومة الولايات المتحدة تشتبه في المسلمين لمجرد كونهم كذلك".
في المقابل، قال متحدث باسم إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية إن اللوائح تمنعهم التعليق على أي دعوى قضائية يُنظر فيها. ولم تستجب وزارة الأمن الداخلي الأمريكية لطلبات التعليق على الدعوى.