أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين في اليمن، يحيى سريع، مساء الجمعة 25 مارس/آذار 2022، أن الحوثيين شنوا هجمات بالصواريخ على مواقع في السعودية كان على رأسها منشآت تابعة لأرامكو في جدة، وهجمات بالطائرات المسيرة على مصفاتي رأس تنورة ورابغ، وهو الأمر الذي تسبّب في ارتفاع أسعار النفط.
إذ قال سريع، في بيان على "تويتر" إن "القوات المسلحة اليمنية نفذت عملية كسر الحصار الثالثة، وذلك بدفعات من الصواريخ الباليستية والمجنحة وسلاح الجو المسير، رداً على استمرار الحصار الظالم على بلدنا وشعبنا وتدشينا للعام الثامن من الصمود".
بحسب سريع، تم "استهداف منشآت أرامكو في جدة، ومنشآت حيوية في الرياض بدفعة من الصواريخ المجنحة، وتم استهداف مصفاة رأس التنورة ومصفاة رابغ النفطية بأعدادٍ كبيرةٍ من الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى استهداف أرامكو جيزان ونجران بأعدادٍ كبيرةٍ من الطائرات المسيرة".
كما جرى "استهداف أهدافٍ حيويةٍ وهامةٍ في مناطق جيزان وظهران الجنوب وأبها وخميس مشيط بإعدادٍ كبيرةٍ من الصواريخ الباليستية"، وفقاً للمصدر ذاته.
"مزيد من الضربات"
فيما أكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين أنهم سينفذون "المزيدَ من الضرباتِ النوعيةِ ضمن بنك أهداف كسرِ الحصار".
نتيجة لذلك، تصاعد دخان كثيف من المنطقة التي تقع فيها منشآت شركة أرامكو النفطية بمدينة جدة على ساحل البحر الأحمر في السعودية.
حيث شوهد الدخان من مضمار الكورنيش حيث سيقام سباق الفورمولا.
في حين نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر قوله إن "منشأة تخزين، تابعة لشركة أرامكو في جدة، أصيبت في هجوم".
كذلك أظهرت مقاطع فيديو نشرها مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، اندلاع نيران هائلة، وتصاعد سحابة دخان كبيرة، من خزانات نفط لشركة أرامكو في جدة.
أيضاً ذكر نشطاء على "تويتر" أن محطة الكهرباء في صامطة بالجنوب، تم ضربها، فضلاً عن قصف على ما يبدو بطائرات مسيرة، استهدف الشركة الوطنية للمياه في ظهران الجنوب، فيما أظهرت لقطات دماراً بمستوعبات مياه ضخمة نتيجة تلك الضربات الحوثية.
"هجمات عدائية"
بينما أعلن التحالف العربي في اليمن، عن تعرض السعودية لـ16 "هجوماً عدائياً"، الجمعة، لافتاً إلى أنه يمارس "ضبط النفس" لإنجاح المشاورات التي تقودها الأمم المتحدة بهدف إنهاء الأزمة بالبلاد.
إذ قال التحالف، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "إن الدفاعات السعودية دمرت مسيّرتين مفخختين أُطلقتا باتجاه نجران (جنوب غرب)"، محذراً جماعة الحوثي "من التمادي في انتهاكاتهم الجسيمة، وأن لا يختبروا التحالف".
بيان التحالف لفت إلى أنه لم تقع خسائر بشرية نتيجة تلك الهجمات الجديدة.
كان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد أعلن، الخميس، اختتام الأسبوع الثالث من المشاورات بين الأطراف اليمنية التي أعلن عن انطلاقها في 7 مارس/آذار الجاري بالعاصمة الأردنية عَمَّان؛ بهدف إنهاء الأزمة المندلعة من نحو 7 سنوات.
ارتفاع أسعار النفط
في غضون ذلك، ارتفعت أسعار النفط بعد الخسائر التي تكبدتها في بداية التعامل مع اتجاه التجار للشراء بعد هجمات الحوثيين.
فقد ارتفع خام برنت 1.20 دولار أو 0.7% إلى 119.92 دولار للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.04 دولار أو 0.9% إلى 113.34 دولار. وكان خاما برنت وغرب تكساس قد انخفضا أكثر من ثلاثة دولارات في وقت سابق.
فيما اتجه الخامان القياسيان نحو تحقيق أول ارتفاع أسبوعي لهما منذ ثلاثة أسابيع. واتجه خام برنت لتحقيق قفزة أسبوعية تبلغ 10% وغرب تكساس الوسيط 8%.
تعقيباً على ذلك، قال دينيس كيسلر، النائب الأول لرئيس التعاملات في مؤسسة (بي أو كيه فاينانشال): "نشهد اضطرابات في روسيا وأوكرانيا والآن نشهدها مرة أخرى بشأن السعودية، وإذا واصلنا رؤية الهجمات في كلتا المنطقتين فلا أحد يريد أن يحدث نقص في النفط في الوقت الحالي".
يشار إلى أن الحوثيين اعتادوا إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة ومقذوفات على مناطق سعودية، مقابل إعلانات متكررة من التحالف العربي، الذي تقوده المملكة في اليمن بإحباط هذه الهجمات، فيما خلفت بعضها ضحايا مدنيين.
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وبات أكثر من 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
أيضاً أدت هذه الحرب المأساوية إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.