نحو نصف سكان أوكرانيا يواجهون مشاكل في تأمين الغذاء.. المواطنون قلَّلوا من وجباتهم ومحلات الأطعمة باتت فارغة

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/25 الساعة 17:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/25 الساعة 17:19 بتوقيت غرينتش

أعلن "برنامج الأغذية العالمي" التابع لمنظمة الأمم المتحدة، الجمعة 25 مارس/آذار 2022، أن 45% من سكان أوكرانيا قلقون من عدم العثور على ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة؛ جراء الحرب التي شنتها روسيا.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم البرنامج تومسون فيري، في مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية للحديث عن التطورات في أوكرانيا.

حيث قال فيري إن واحداً من كل خمسة أشخاص في أوكرانيا يقللون وجباتهم بسبب صعوبة الحصول على المواد الغذائية، ويأكل البالغون أقل للاحتفاظ بالطعام لأطفالهم.

فيما أشار إلى تعطل سلسلة الإمدادات الغذائية في الأراضي الأوكرانية، على خلفية استهداف عدد كبير من الشاحنات والقطارات والمطارات، وانتهاء السلع في المحلات.

فيري شدّد على أن الوضع سيئ أكثر من حيث الوصول إلى الغذاء في مدينة ماريوبول المحاصرة من قِبل الجيش الروسي، وقد أوشك مخزون الماء والغذاء على النفاد.

كما أضاف المتحدث الأممي: "لا يُسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة منذ 24 فبراير/شباط الماضي (تاريخ بدء الهجوم العسكري الروسي)"، مؤكداً أن "هناك مشاكل في وصول المساعدات الإنسانية في مناطق البلاد الأكثر تضرراً من الحرب، خاصة أن المستودعات ومحلات السوبر ماركت باتت فارغة".

أزمة إنسانية متفاقمة

في حين حذّر فيري من أن "سلسلة توريد الغذاء مكسورة، والأنظمة التي تغذي حالياً عشرات الملايين من الناس المحاصرين في أوكرانيا آخذة في الانهيار".

بينما لفت إلى أن "برنامج الأغذية العالمي" سرّع مساعداته لأوكرانيا، ويخطط لتوزيعها على 1.2 مليون شخص في أسبوعين، و2.4 مليون شخص في غضون شهر.

أعلنت السلطات الأوكرانية، ارتفاع قتلى احتراق مبنى سكني في منطقة سفياتوشينسكي بضواحي العاصمة كييف إلى 4 أشخاص، على خلفية تكثيف القوات الروسية قصف أحد الأحياء بالمنطقة. وأوضح رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، في تصريح عبر منصة تلغرام، أن القصف الروسي استهدف المبنى صباح الثلاثاء. وأضاف أن فرق الإطفاء ما زالت تواصل عملها من أجل إخماد الحريق الذي اندلع جراء القصف. ( Emin Sansar – وكالة الأناضول )

كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، قد أفاد، الخميس 24 مارس/آذار 2022، بنزوح أكثر من نصف الأطفال بأوكرانيا؛ بفعل تلك الحرب المستمرة منذ شهر، متابعاً: "هذه الحرب يجب أن تنتهي الآن".

كذلك أكد غوتيرش، في جلسة مجلس الأمن الدولي التي عُقدت الأربعاء، أن هناك أدلة على أن الحرب في أوكرانيا أدت إلى استنزاف الموارد وصرف الانتباه العالمي عن بؤر التوتر الأخرى التي هي في أمسّ الحاجة إلى ذلك.

حرب متواصلة

في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية شهرها الثاني؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسّك طرفي النزاع بموقفيهما، وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.

زيلينسكي بوتين روسيا أوكرانيا
الرئيسان الروسي والأوكراني: فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي

كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.

يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.

من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".

شروط موسكو

في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".

يأتي ذلك في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".

في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب التي أدت حتى الآن إلى نزوح أكثر من ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة، منهم نحو 3.5 مليون فروا إلى الخارج، نصفهم من الأطفال.

كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".

تحميل المزيد