أكدت وسائل إعلام رسمية في بيونغ يانغ الجمعة 25 مارس/آذار 2022 أنّ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون أشرف شخصياً الخميس على اختبار "نوع جديد" من الصواريخ البالستية العابرة للقارات في وقت سيعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة طارئة؛ لمناقشة إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً بعيد المدى.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية: "أُجريت تجربة إطلاق الصاروخ البالستي الجديد العابر للقارات هواسونغفو-17 التابع للقوات الاستراتيجية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في 24 آذار/مارس (…) بتوجيه مباشر من كيم جونغ-أون".
فيما قال كيم إن السلاح الجديد "سوف يؤدي بشكل موثوق به مهمته وواجبه كرادع قوي للحرب النووية"، وفقاً لوكالة الأنباء المركزية. وذكرت الوكالة أنّ كيم "أشار بفخر إلى أنّ ظهور سلاح استراتيجي جديد لكوريا الديمقراطية الشعبية سيجعل العالم بأسره يدرك مرة أخرى بوضوح بأس قواتنا المسلّحة الاستراتيجية".
وهواسونغفو-17 صاروخ بالستي ضخم تطلق عليه تسمية "الصاروخ الوحشي" وكُشف عنه للمرة الاولى في تشرين الأول/أكتوبر عام 2020، لكن لم يسبق أن تم اختباره بنجاح في السابق.
كما أضافت الوكالة: "ارتفع الصاروخ الذي أُطلق من مطار بيونغ يانغ الدولي إلى أقصى مداه البالغ 6.248 كيلومتر وحلّق مسافة 1.090 كيلومتر لمدة أربع دقائق و52 ثانية قبل أن يصيب بدقّة المنطقة المحدّدة مسبقاً في المياه المفتوحة لبحر الشرق الكوري"، الاسم الذي تطلقه بيونغ يانغ على بحر اليابان.
وقدّر جيش كوريا الجنوبية مدى الصاروخ الذي اختبر الخميس ب6.200 كيلومتر، بما يفوق بكثير مدى آخر صاروخ عابر للقارات اختبرته كوريا الشمالية في تشرين الأول/أكتوبر 2017.
جلسة طارئة لمجلس الأمن
من جهتها، أعلنت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة، ليندا توماس غرينفيلد، على حسابها الشخصي بموقع "تويتر"، أن مجلس الأمن سيعقد اجتماعاً طارئاً ومفتوحاً الجمعة بعد إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ البالستي الثالث عشر هذا العام".
واعتبرت المندوبة الأمريكية عملية الإطلاق "انتهاكاً جديداً من كوريا الشمالية للعديد من قرارات مجلس الأمن الدولي". وأضافت: "سيناقش الاجتماع العاجل لمجلس الأمن هذا العمل المستمر المزعزع للاستقرار".
يشار إلى أن تجربة الخميس واحدة من أكثر من عشر تجارب صاروخية أجرتها كوريا الشمالية هذا العام، وتمثل عودة لتجارب الصواريخ طويلة المدى التي اعتادت أن تقوم بها الدولة النووية.
أول اختبار منذ 2017
ويرجح أن يكون هذا أكبر اختبار للصواريخ البالستية العابرة للقارات في كوريا الشمالية، والمرة الأولى التي يتم فيها اختبار أقوى صواريخ كيم منذ عام 2017.
وتوقفت التجارب الصاروخية بعيدة المدى بشكل مؤقت منذ أن بدأت لقاءات كيم بالرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب في محاولة دبلوماسية سرعان ما انهارت عام 2019.
لكنّ كوريا الشمالية هدّدت في وقت سابق هذا العام بأنّها قد تتخلّى عن الحظر الذاتي الذي تفرضه على تجاربها الصاروخية بعيدة المدى والتجارب النووية، محذرة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من أنها تستعد لإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات بمداه الكامل.
ولطالما أرادت كوريا الشمالية امتلاك صواريخ بالستية يمكنها حمل رؤوس حربية متعددة، وتقول سيول وواشنطن إن بيونغ يانغ تختبر صاروخ هواسونغ-17 تحت غطاء تطوير "قمر صناعي للاستطلاع".
والأسبوع الماضي انتهى اختبار يرجح أنّه لصاروخ "هواسونغ-17" بالفشل، وانفجر في السماء فوق العاصمة بعد وقت قصير من إطلاقه.
وأجرت كوريا الشمالية ثلاثة اختبارات على صواريخ عابرة للقارات، كان آخرها في نهاية 2017 لصاروخ "هواسونغ-15" الذي يمكنه الوصول إلى أراضي الولايات المتحدة.
ودانت سيول وطوكيو وواشنطن عملية الإطلاق الخميس التي ستثير التوتر مجدداً في شبه الجزيرة الكورية، وسط عملية انتقال رئاسية في كوريا الجنوبية.