نشرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، الجمعة 25 مارس/آذار 2022، فيديو للرئيس "كيم جونغ أون" وهو يشرف على عملية إطلاق الصاروخ الباليستي العابر للقارات، والذي بإمكانه حمل رؤوس نووية ويصل مداه إلى آلاف الكيلومترات؛ مما يعني وصوله لأي مكان في العالم تقريباً بما فيها جميع مدن الولايات المتحدة وهو ما أثار ذعر واشنطن والدول الغربية.
وفي الفيديو الذي صوِّر "بطريقة سينمائية"، يظهر الرئيس كيم وهو يرتدي جاكيت أسود ونظارة سوداء، رفقة قادة جيشه وهم يشرفون على "الصاروخ الوحش"؛ حيث يظهر الرئيس وهو يراقب الوقت قبل إطلاقه، ثم يظهر في الفيديو الصاروخ الحامل للرؤوس النووية وهو مثبت على حاملة صواريخ عملاقة، فيما يراقب كيم رفقة قادته العسكريين سير عملية الإطلاق؛ ليظهروا في نهاية الفيديو وهم يحتفلون بما بدا وكأنه نجاح لتجربة كوريا الشمالية.
إطلاق صاروخ الوحش العابر للقارات
ويأتي هذا بعد أن أكدت وسائل إعلام رسمية في بيونغ يانغ أنّ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون أشرف شخصياً، الخميس، على اختبار "نوع جديد" من الصواريخ البالستية العابرة للقارات في وقت سيعقد فيه مجلس الأمن الدولي، جلسة طارئة؛ لمناقشة إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً بعيد المدى.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية: "أُجريت تجربة إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد العابر للقارات هواسونغفو-17 التابع للقوات الاستراتيجية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في 24 آذار/مارس (…) بتوجيه مباشر من كيم جونغ-أون".
فيما قال كيم إن السلاح الجديد "سوف يؤدي بشكل موثوق به مهمته وواجبه كرادع قوي للحرب النووية"، وفقاً لوكالة الأنباء المركزية. وذكرت الوكالة أنّ كيم "أشار بفخر إلى أنّ ظهور سلاح استراتيجي جديد لكوريا الديمقراطية الشعبية سيجعل العالم بأسره يدرك مرة أخرى بوضوح بأس قواتنا المسلّحة الاستراتيجية".
وهواسونغفو-17 صاروخ باليستي ضخم تطلق عليه تسمية "الصاروخ الوحشي" وكُشف عنه للمرة الاولى في تشرين الأول/أكتوبر عام 2020، لكن لم يسبق أن تم اختباره بنجاح في السابق.
كما أضافت الوكالة: "ارتفع الصاروخ الذي أُطلق من مطار بيونغ يانغ الدولي إلى أقصى مداه البالغ 6.248 كيلومتر وحلّق مسافة 1.090 كيلومتر لمدة أربع دقائق و52 ثانية قبل أن يصيب بدقّة المنطقة المحدّدة مسبقاً في المياه المفتوحة لبحر الشرق الكوري"، الاسم الذي تطلقه بيونغ يانغ على بحر اليابان.
وقدّر جيش كوريا الجنوبية مدى الصاروخ الذي اختبر الخميس بـ6.200 كيلومتر، بما يفوق بكثير مدى آخر صاروخ عابر للقارات اختبرته كوريا الشمالية في تشرين الأول/أكتوبر 2017.
جلسة عاجلة لمجلس الأمن
من جهتها، أعلنت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة، ليندا توماس غرينفيلد، على حسابها الشخصي بموقع "تويتر"، أن مجلس الأمن سيعقد اجتماعاً طارئاً ومفتوحاً، الجمعة، بعد إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ الباليستي الثالث عشر هذا العام".
واعتبرت المندوبة الأمريكية عملية الإطلاق "انتهاكاً جديداً من كوريا الشمالية للعديد من قرارات مجلس الأمن الدولي". وأضافت: "سيناقش الاجتماع العاجل لمجلس الأمن هذا العمل المستمر المزعزع للاستقرار".
يُشار إلى أن تجربة الخميس واحدة من أكثر من عشر تجارب صاروخية أجرتها كوريا الشمالية هذا العام، وتمثل عودة لتجارب الصواريخ طويلة المدى التي اعتادت أن تقوم بها الدولة النووية.