تتصاعد الأزمة الأوكرانية، وتتزايد معها التحذيرات من استخدام أسلحة جديدةمن قبل روسيا، ما قد يفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة قد تخلفها هذه المواجهة المستمرة لأكثر من شهر، لم تستطع موسكو حسمها، في حين يكيل الغرب دعمه العسكري والمالي للحكومة الأوكرانية.
وأحد السيناريوهات المطروحة منذ بدء الحرب في أوكرانيا؛ هو أن تستهدف روسيا الكابلات الموجودة في عمق البحر، بهدف قطع الإنترنت عن العالم كله، كما حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين 21 مارس/آذار 2022.
وأكد الرئيس الأمريكي، بحسب موقع فرانس 24، أن "الدولة الروسية تدرس مختلف الفرضيات المحتملة لشن هجوم سيبراني"، مرتكزاً في كلامه على تقارير استخبارية.
استهداف روسي لكابلات الإنترنت تحت البحر
تمثل كابلات الإنترنت تحت البحر، الشبكة التي يربط بها الإنترنت في العالم، وتستطيع روسيا -نظرياً- استهداف هذه الكابلات، لتقطع الإنترنت عن العالم كله.
يوجد في العالم 430 من الكابلات تحت البحر، وتعتبر نقطة ضعف في الشبكة العالمية، لأنها لا تتمتع بأي حماية خاصة، باستثناء "برامج مدمجة للمراقبة تسمح بالإنذار بوجود خطر ما على مقربة منها"، بحسب تعبير باحث في الأمن الرقمي.
وتعد هذه الكابلات فريسة يسهل مهاجمتها؛ لأنه يمكن نظرياً إخفاء عملية تخريب هذه الكابلات.
ويكفي استخدام سفينة تجارية أو مركب صيد، لتلقي بمرساتها فوق أحد الكابلات، في منطقة غير بعيدة عن ساحل البحر، كما يمكن استخدام غواصين لوضع متفجرات على الكابلات، أو ألغام على مقربة منها، وتفجيرها لاحقاَ.
روسيا قد تقدم على هذا التصعيد
قد تصبح روسيا مستعدة في المستقبل لتصعيد الحرب، ومهاجمة حلف شمال الأطلسي، عن طريق مهاجمة هذه الكابلات.
لكن تحذيرات بايدن دفعت وسائل الإعلام إلى افترض إمكانية حصول الكارثة، التي تتمثل بمهاجمة الكابلات البحرية الدولية.
تم تداول هذا السيناريو في العديد من المرات منذ بدء الهجوم، على وسائل الإعلام ومن قبل شخصيات رسمية غربية، بينهم قائد القوات المسلحة البريطانية، طوني راداكين.
يعود جزء من القلق الغربي إلى إمكانية اتخاذ قرار روسي ضم خطوط الكابلات؛ خصوصاً أنه تم رصد أنشطة روسية مشبوهة بالبحر، بالقرب من إيرلندا والنرويج؛ في المكان الذي تمر منه عدة كابلات بحرية.
استهداف الكابلات إعلان للحرب
لكن لا يكفي استهداف كابل واحد لتعطيل الخدمة عن العالم، فمثلاً تمتلك الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا عدة خطوط كابلات تربطها بدول أخرى.
أما عن إمكانية تنفيذ مثل هذه الاستهدافات الشاملة؛ فستحتاج روسيا حينها إلى عدد ضخم من البواخر والغواصات، لضرب الكابلات في وقت واحد.
يعتقد خبير سياسي أن الاستهداف الأمثل، لتصبح العملية ذات جدوى، ستكون باستهداف قناة السويس المصرية، والتي يمر عبرها كم كبير من المعلومات لأوروبا وآسيا.
يعتبر الغرب أن الاستهداف الكامل لهذه الأهداف يعد بمثابة إعلان حرب، كما صرح بذلك مسؤولون غربيون.
لكن روسيا قد تلجأ إلى استهداف عدد صغير من الكابلات، بحسب ما نقلته وكالة فرانس 24، بسبب العلم الروسي بإمكانية اعتبار الخطوة من قبلها إعلاناً للحرب؛ لإرسال رسالة جدية إلى الغرب، تكشف عن مدى استعداد موسكو للتصعيد.
هجوم سيبراني محتمل
في نفس الإطار؛ تحذر الولايات المتحدة بشكل متكرر، الشركات الأمريكية التي تقدم بنية تحتية حيوية، من أنها يجب أن تحسن دفاعاتها للأمن الإلكتروني، بسبب تهديدات رقمية مستمرة من روسيا.
وقالت الولايات المتحدة إنها على دراية بنشاط روسي "تمهيدي" للقرصنة الإلكترونية، قد يستهدف العديد من الشركات الأمريكية، رغم عدم وجود أي تأكيد على أن مثل هذا الهجوم سيحدث.
وقالت واشنطن إن هذه التحذيرات مبنية على معلومات استخبارية.