رفع دونالد ترامب، الخميس 24 مارس/آذار 2022، دعوى قضائية ضد منافسته بانتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016، هيلاري كلينتون، إضافة إلى عدد آخر من الديمقراطيين، وزعم أنهم حاولوا تزوير تلك الانتخابات بربطهم حملته الانتخابية بروسيا.
تشمل الدعوى القضائية قائمة مطولة من الشكاوى التي كررها الرئيس الجمهوري السابق مراراً خلال السنوات الأربع التي قضاها في البيت الأبيض بعد أن هزم كلينتون في الانتخابات، وتأتي في وقت يواصل فيه الادعاء، دون دليل، بأن هزيمته في انتخابات الرئاسة عام 2020 أمام الديمقراطي جو بايدن جاءت نتيجة تزوير واسع النطاق.
وفق ما ذكرته وكالة رويترز، قال ترامب في الدعوى القضائية المؤلفة من 108 صفحات والتي رفعها أمام محكمة اتحادية في فلوريدا: "نسّق المدعى عليهم فيما بينهم وتآمروا بشكل خبيث لنسج خيوط رواية كاذبة، مفادها أن خصمهم الجمهوري، دونالد ترامب، كان يتواطأ مع دولة أجنبية معادية".
كما تشمل المزاعم الواردة في الدعوى "الابتزاز" والتآمر لنشر أكاذيب تلحق الضرر به.
اتهامات كلينتون لترامب
خلال عام 2017 اتهمت هيلاري كلينتون، خلال مؤتمر تكنولوجي، أمريكيين و"على الأرجح" روساً بالتواطؤ في شن هجمات إلكترونية أدت إلى هزيمتها في الانتخابات الرئاسية التي أفضت إلى فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
فقد ذهبت هيلاري كلينتون لأبعد من السابق في تفسير سبب هزيمتها بالانتخابات الرئاسية أمام دونالد ترامب، مؤكدةً أن أمريكيين بينهم أعضاء في فريق الرئيس الجمهوري، تواطأوا على الأرجح مع الروس في الهجمات الإلكترونية التي استهدفتها.
تناولت المرشحة الديمقراطية التي خسرت الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني، بإسهاب، حملة التضليل الإعلامي والقرصنة التي نسبتها أجهزة واشنطن إلى روسيا والتي تعرضت حملتها لها خلال الأشهر التي سبقت عملية الاقتراع.
قالت كلينتون خلال مؤتمر تكنولوجي استضافتة رانشو بالوس فيردي في كاليفورنيا ونظمه موقع "ريكود" لأخبار القطاع التكنولوجي، إن "الروس برأيي، واستناداً إلى الأشخاص في الاستخبارات ومكافحة التجسس الذين تحدثت إليهم، ما كانوا يعرفون كيف يستخدمون هذه المعلومات كأسلحة لو لم يحصلوا على مساعدة من أمريكيين".
كما أشارت وقتها إلى سيل المعلومات الكاذبة التي نشرت على الإنترنت وإلى عمليات النشر الأوتوماتيكية لتغريدات ورسائل على وسائل التواصل الاجتماعي وإلى الرسائل الإلكترونية التي تمت قرصنتها. وأشارت خصوصاً إلى دور لعبه أشخاص مطلعون على "استطلاعات الرأي والبيانات".
روس في خدمة دونالد ترامب
كما تداولت وسائل إعلام أمريكية تقارير تتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوظيف الجيش الإلكتروني الروسي؛ لمساعدة دونالد ترامب للفوز بالانتخابات في عام 2016، وقد عمل هذا الجيش على عدّة جبهات لمساعدة ترامب، وهو الشيء الذي تكرر مرة أخرى خلال هذه الانتخابات.
حارب الجيش الإلكتروني الروسي على جبهتين متوازيتين خلال عام 2016 لمساعدة ترامب؛ الجبهة الأولى كانت الهجوم المباشر على حملة هيلاري كلينتون والمؤسسات المساعدة لها وتسريب الإيميلات الخاصة بمدير حملتها وغيرها، والجبهة الثانية كانت عبر تضليل الرأي العام بالأخبار الكاذبة، سنستعرض هاتين الجبهتين، ونحاول رصد الاختلاف الذي حدث بين انتخابات 2016 والانتخابات الحالية.
قام الجيش الإلكتروني الروسي -بحسب تقرير روبرت مولر الشهير- بدفع مئات الآلاف من الدولارات في الإعلانات على كل من فيسبوك وتويتر لنشر الأخبار الكاذبة عبر عدد كبير من الحسابات المزيفة، وقام عدد من أعضاء حملة دونالد ترامب بترويج هذه الحسابات المزيفة، عبر إعادة تغريد ما يقومون بكتابته، فعلى سبيل المثال قام كل من إريك ترامب ودونالد ترامب الابن، ابني دونالد ترامب، بإعادة تغريد عدد من الأخبار الكاذبة من حساب يسمى عشرة جمهوريين أو @TEN_GOP.