اتهم مسؤولون أمريكيون وبريطانيون، الخميس 24 مارس/آذار 2022، الحكومة الروسية بالضلوع فيما أسموه "حملة استمرت لسنوات" وهدفت إلى "اختراق" البنية التحتية الحيوية لعدد من الدول بما في ذلك محطة نووية أمريكية ومصفاة نفط سعودية، واستهداف قطاع الطاقة العالمي.
الإعلان الصادر عن مسؤولين من واشنطن ولندن، تضمن توجيه اتهامات "جنائية" من قبل وزارة العدل الأمريكية، طالت أربعة مسؤولين في الحكومة الروسية اتهمتهم بتنفيذ عمليتي تسلل إلكتروني كبيرتين "استهدفتا قطاع الطاقة العالمي".
ممثلو ادعاء أمريكيون أضافوا أن "آلاف" من أجهزة الحاسوب في 135 دولة تأثرت عبر الهجمات بين عامي 2012 و2018.
وحسب محللين في مجال الأمن الإلكتروني، فإن هذا التحرك ضد موسكو يعتبر بمثابة "طلقة تحذيرية" لها، وذلك بعد أن حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أيام فقط من معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن الحكومة الروسية ربما تعد لهجمات إلكترونية ضد أهداف أمريكية.
مصفاة نفط سعودية
بدوره، قال جون هولتكويست، صاحب شركة "مانديانت"، التي حققت في اختراق المصفاة السعودية، إن الولايات المتحدة من خلال إعلان هذه الاتهامات الجنائية، تكون قد "أخبرتهم بأننا نعرف من هم".
في اللائحة الأولى من التهمتين اللتين كُشف عنهما الخميس وتعود إلى يونيو/حزيران 2021، اتهمت وزارة العدل الأمريكية الموظف بمعهد بحوث وزارة الدفاع الروسية"يفجيني فيكتوروفيتش جلادكيخ" (36 عاماً)، بالتآمر مع آخرين بين مايو/آيار وسبتمبر/أيلول من عام 2017 لاختراق أنظمة مصفاة أجنبية وتثبيت برامج ضارة معروفة باسم "تريتون" على نظام أمان من إنتاج شركة شنايدر إلكتريك.
وبينما لم تُحدَّد المصفاة، فإن الحكومة البريطانية قالت إنها موجودة في المملكة العربية السعودية، وحُددت سابقاً على أنها مجمع مصفاة بترورابغ على ساحل البحر الأحمر.
أما في لائحة الاتهام الثانية، مؤرخة في أغسطس/آب 2021، فتقول وزارة العدل الأمريكية إن ثلاثة متسللين آخرين مشتبهاً بهم من جهاز الأمن الاتحادي الروسي نفذوا هجمات إلكترونية على شبكات الكمبيوتر لشركات النفط والغاز ومحطات للطاقة النووية وشركات للمرافق ونقل الطاقة بين عامي 2012 و2017.
هذه الحملة من الهجمات الإلكترونية الموجهة ضد مجال الطاقة على وجه خاص، عزاها باحثون إلى مجموعة يطلق عليها أحياناً اسم "الدب النشط" أو "الدب الهائج".
كذلك الحكومة البريطانية كشفت عن "متسللين" من جهاز الأمن الاتحادي الروسي استهدفوا الأنظمة التي تتحكم في محطة وولف كريك النووية في كانساس "لكنهم فشلوا في إحداث أي تأثير سلبي".
وقال مسؤول بوزارة العدل للصحفيين إنه بالرغم من حدوث التسلل الإلكتروني في القضيتين قبل سنوات، لا يزال المحققون قلقين من أن روسيا قد تشن هجمات مماثلة في المستقبل.
في المقابل، لم ترد السفارة الروسية في واشنطن على الفور على رسالة تطلب تعليقاً، حسب "رويترز".
تحذير أمريكي
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن حذّر، الاثنين 21 مارس/آذار الجاري، من هجمات إلكترونية "ربما تخطط لها" روسيا وتستهدف الولايات المتحدة، خلال حديثه مع رؤساء تنفيذيين لشركات أمريكية.
وحسب آن نيوبيرجر، المسؤولة البارزة في البيت الأبيض، فإن إدارة بايدن قدمت مؤخراً إحاطات سرية إلى مئات من الشركات الأمريكية، التي ربما يستهدفها قراصنة روس، ونشر البيت الأبيض أيضاً بياناً مكتوباً من الرئيس جو بايدن، حذّر فيه من أن موسكو ربما تشن هجمات إلكترونية بسبب "التكاليف الاقتصادية التي لم يسبق لها مثيل، التي فرضناها على روسيا".
إذ قالت نيوبيرجر إن هذا التحذير يستند إلى "معلومات مخابرات عن تهديد متصاعد".
يشار إلى أن عدداً كبيراً من الشركات الأمريكية تعرّض في وقت سابق مع توتر العلاقات بين واشنطن وموسكو لهجمات إلكترونية، فيما تتهم أمريكا روسيا بالوقوف وراءها.