قفزت أسعار النفط مرة أخرى، الخميس 22 مارس/آذار 2022، وذلك بسبب تعطل الصادرات القادمة من روسيا وكازخستان عبر خط أنابيب بحر قزوين بسبب الأحوال الجوية، مما فاقم من أزمة التي يشهدها قطاع الطاقة منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات الغربية التي رافقته.
وتسبب العطل في خط النقل إلى ارتفاع في أسعار النفط وصل إلى 5%، حيث تجاوز سعر البرميل الواحد 122 دولاراً، بحسب رويترز.
يأتي هذا الحادث، في وقت يشهد فيه العالم أزمة في أسعار النفط، بسبب الحرب الروسية- الأوكرانية، وما أعقبها من عقوبات المشددة على روسيا، والتي تعتبر ثاني أكبر مصدر للخام في العالم.
خطر توقف إمدادات الخط على أسعار النفط
بحسب وكالة رويترز، فقد تسببت عاصفة كبيرة، وسوء أحوال الطقس، بحصول أضرار في أنابيب خط النفط في ميناء نوفوروسيسك الروسي المطل على البحر الأسود، ما أدى لتوقف الإمدادات عبره.
من جانبه، قال ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي في وقت لاحق، إن إمدادات النفط عبر الخط قد تتوقف كلياً لمدة قد تصل إلى شهرين.
هذا الحادث من شأنه أن يُغذي التوقعات التي تشير إلى أن سعر برميل النفط سيرتفع إلى 150 دولاراً، بحسب ما ذكر موقع روسيا اليوم.
يُذكر أن خط بحر قزوين ينقل حوالي 1.2 مليون برميل نفط يومياً، وهو ما يمثل 1.2% من إجمالي الطلب العالمي على النفط.
خط بحر قزوين
أنشئ خط الأنابيب لتصدير النفط الروسي والكازاخي، من منطقة بحر قزوين والبحر الأسود إلى الأسواق العالمية، حيث يتم عبر هذا الخط نقل ثلثي صادرات النفط الكازاخي، وجزءا من صادرات النفط الروسي أيضاً.
كما يعتبر الخط أحد أكبر مشاريع نقل النفط في العالم، ويجمع روسيا وكازاختسان، وشركات عالمية رائدة مثل "شل"، و"شيفرون".
يزيد طول خط الأنابيب عن 1.5 ألف كيلومتر، ويربط حقول نفط في غرب كازاختسان بمحطة بحرية على البحر الأسود في روسيا، حيث يتم تحميل ناقلات النفط الخام من هذه المحطة في روسيا، وتصديره لاحقاً إلى الأسواق العالمية.
يُذكر أن هذا الخط بدأ العمل عليه في 12 مايو/أيار 1999، وتم الانتهاء منه في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2001، ويبلغ الحجم السنوي للنفط الذي يتم ضخه عبر الخط 67 مليون طن.
أسعار النفط في ارتفاع
استمرت أسعار النفط بالارتفاع؛ منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، الخميس 24 فبراير/شباط 2022.
وكسرت حاجز 130 دولاراً، قبل أن ترجع للهبوط نسبياً، بعد أنباء عن تقدم المفاوضات الروسية-الأوكرانية.
إلا أن تعثر المفاوضات أعاد القلق إلى أسواق النفط، وعادت أسعاره للارتفاع مجدداً، وجاءت أزمة تعطل خط بحر قزوين لتزيد الطين بلة.
يُذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها سعوا لإيجاد بدائل للطاقة الروسية، وحاولوا الضغط على دول الخليج المنتجة للنفط، لزيادة إنتاجها لتعويض صادرات روسيا، كما تسعى إلى التوصل لاتفاق نووي مع إيران، لضخ نفطها في السوق العالمية، وتخفيف العقوبات على فنزويلا صاحبة أكبر احتياطي نفطي في العالم.