أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، مساء الأربعاء 23 مارس/آذار 2022، مقتل قائد عسكري بارز في "عملية إرهابية" بالعاصمة المؤقتة عدن جنوبي البلاد.
حيث قالت الوزارة، في بيان: "ننعي إلى الشعب اليمني وقيادته وقواته المسلحة اللواء الركن ثابت مثنى ناجي جواس، قائد محور العند قائد اللواء 131 مشاه (جنوب)، الذي استشهد اليوم في عملية إرهابية جبانة نفذها عدد من العناصر الإرهابية بمدينة عدن".
فيما أضافت أن جواس "شارك بشجاعة في مواجهة الميليشيا الحوثية ومشروعها الإيراني في محافظة صعدة (معقل الحوثيين-شمال)، ووقف ببسالة أمام مخططاتها التمددية وفي مواجهة مشاريع التمرد والإرهاب".
الوزارة اليمنية أكدت أن جواس "كانت له وقفات عظيمة في معركة استعادة الدولة وفي قيادة معركة تحرير محافظة عدن وتحرير محافظات أخرى من الميليشيا الحوثية".
في وقت سابق من يوم الأربعاء، أفاد مصدر أمني، طلب عدم نشر اسمه، في حديث مع وكالة الأناضول، بـ"مقتل اللواء ثابت ناجي جواس قائد محور العند العسكري واللواء 131 مدرع (يتبع الجيش) و3 من مرافقيه، إضافة إلى إصابة 3 آخرين".
إذ أوضح المصدر أن "سيارة صغيرة مفخخة ارتطمت بسيارة قائد محور العند العسكري، بينما كانت متوقفة قبالة محطة اليمداء لتعبئة البنزين على مدخل المدينة الخضراء شرقي عدن".
من جهتها، بثت وسائل إعلام محليةٌ لقطات لسيارة "جواس" وقد اشتعلت فيها النيران.
بينما لم تعلن أي جهةٍ مسؤوليتها عن اغتيال جواس حتى الساعة الـ19:00.
"ألد أعداء الحوثي"
يُذكر أنه قبل تحقيق الوحدة اليمنية، في مايو/أيار 1990، كان "جواس" قائداً للواء "باصهيب"، ثم نُصب قائداً للواء نفسه حتى عام 1994.
فيما بعد، انتقل إلى قوات الفرقة الأولى (مدرع)، التي كان يقودها نائب رئيس الجمهورية الحالي اللواء علي محسن الأحمر.
يشار إلى أن "جواس" يعد من ألد أعداء جماعة الحوثي، إذ تتهمه بقتل قائدها الروحي حسين بدر الدين الحوثي في الحرب الأولى بين الجيش والحوثيين بمحافظة صعدة (شمال) عام 2004، الأمر الذي نفاه الأول.
كما شارك في عمليات أسفرت عن طرد الحوثيين من محافظة لحج الجنوبية في عام 2015.
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وبات أكثر من 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
أيضاً أدت هذه الحرب المأساوية إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.
كانت العملة اليمنية شهدت هبوطاً حاداً لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلةً 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.