قُدمت عريضة تطالب العلامة التجارية الإيطالية التي صنعت سترة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي ارتداها مؤخراً أثناء تجمع حاشد في العاصمة موسكو، بالتنديد به وبغزوه لأوكرانيا، طبقاً لما أوردته صحيفة The Independent البريطانية، الإثنين 21 مارس/آذار 2022.
كان بوتين قد اعتلى المنصة في ملعب لوزنيكي، الذي استضاف مباريات كأس العالم، يوم الجمعة 18 مارس/آذار، مرتدياً سترةً منفوخة تبلغ قيمتها 13 ألف دولار من دار أزياء لورو بيانا Loro Piana. وقد عُقِد التجمع إحياءً لذكرى غزو روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.
جدل واسع
تلك السترة أثارت جدلاً واسعاً في وقت سابق، حيث أكدت تقارير أن قيمتها تصل إلى ما يصل لمليون روبل روسي، وهي من ماركة "كيتون" الإيطالية، فضلاً عن أنه كان يرتدي أيضاً ساعة "بلانكبين غراندي ديت أكوا لونغ" سوداء بقيمة 11 ألف دولار.
على إثر ذلك، أطلقت مراسلة إذاعة Echo of Moscow الروسية، كارين أورلوفا، عريضةً على موقع change.org الخاص بجمع التوقيعات الإلكترونية، تقول فيها إنه "يجب على العلامة التجارية الشهيرة "لورو بيانا" أن تدين فلاديمير بوتين علانيةً".
حيث كتبت أورلوفا تغريدةً عبر "تويتر" في يوم 19 مارس/آذار، تقول فيها: "أي شخص يحب أي شيءٍ غربي هو خائنٌ للوطن، هذا ما صرح به فلاديمير بوتين قبل يومين من ظهوره مرتدياً سترةً من لورو بيانا بقيمة 10 آلاف دولار، وسط تجمعٍ حاشد بموسكو للترويج للحرب على أوكرانيا. لطالما كان بوتين من محبي هذه العلامة التجارية، وقد حان الوقت لوضع حد لهذا. أرجوكم وقعوا على العريضة".
أورلوفا أضافت في العريضة: "في غضون ذلك، تبرعت العلامة التجارية الفاخرة بمبلغ 5.5 مليون دولار أمريكي لمساعدة أوكرانيا. لكن ما هي القيم التي تتبناها لورو بيانا حقاً؟ هل يعجبهم أن يمثلهم سفيرٌ مثل فلاديمير بوتين؟ هل هذا ما تريد لورو بيانا أن يتذكرها به التاريخ؟ عُرف عن بوتين منذ فترة طويلة أنه من محبي الكشمير الفاخر من لورو بيانا".
كما تابعت: "لم يستطِع (بوتين) أن يمنع نفسه من ارتداء السترة حتى بعد أن نعت الروس الذين يعيشون في الغرب ويتمتعون بالسلع والقيم الغربية بأنهم خونة الأمة. حيث انتقد الروس ذوي التوجه الغربي ليظهر بعدها بيومين فقط مرتدياً سترةً من أغلى الأزياء الإيطالية في العالم. ويشعر تويتر والإعلام الإيطالي بالغضب بالفعل من ملابس بوتين".
إدانة علانية
فيما اختتمت أورلوفا حديثها مناشدةً "لورو بيانا بإدانة فلاديمير بوتين علناً على الفور، ومطالبته بالتوقف عن ارتداء ملابسهم. وإلا فإن تاريخ العلامة التجارية الممتد لقرن من الزمن ستطغى عليه دماء آلاف الضحايا الأبرياء لحرب بوتين الإجرامية".
في غضون ذلك، وصل عدد الموقعين على العريضة حتى صباح يوم الإثنين 21 مارس/آذار وصل إلى 777 شخصاً.
من جهته، صرّح مؤسس العلامة التجارية، بيير لويغي لورو بيانا، للصحيفة الإيطالية La Repubblica، قائلاً إنّ ارتداء بوتين للسترة "يضعنا في موقفٍ محرج من وجهة النظر الإنسانية".
في حين ذكرت وكالة Reuters البريطانية عام 2013 أن المجموعة الفرنسية LVMH اشترت 80% من العلامة التجارية الإيطالية للملابس المصنوعة من الكشمير الفاخر مقابل 2.57 مليار دولار.
كذلك قال السيد بيانا: "اتخذت المجموعة التي تنتمي إليها علامة لورو بيانا بالفعل جميع الخطوات لتنأى بنفسها ولتتضامن مع المواقف الأوروبية المتعلقة بالمأساة الإنسانية التي نمر بها. أعتقد أن السترة التي ارتداها بوتين كانت من مشترياته قبل فترةٍ طويلة، وأظن أيضاً أنّها مشكلةٌ ضئيلة عند مقارنتها بمأساة الحرب".
واستطرد قائلاً: "نحن كشركة متضامنون تماماً مع مواقف مجموعة LVMH. ولا غبار على الجانب الذي اخترنا الانحياز إليه. لا أشعر بالذنب لارتداء هذه السترة الفخمة على المنصة، لكنني أعتقد أن على بوتين أن يفكر في المذبحة التي يرتكبها بحق الشعب الأوكراني".
فيما شدّد مؤسس العلامة التجارية الشهيرة على أن "دعم الشعب في الوقت الحالي هو أهم شيء. وسيحصل الأوكرانيون على جل دعمنا المعنوي والعملي".