تمكّن نصف عمال محطة تشيرنوبل للطاقة النووية من المغادرة أخيراً، بعد احتجازهم رهائن منذ سيطرة القوات الروسية على المنشأة، وفق ما أعلنه مسؤولون أوكرانيون، الأحد 20 مارس/آذار 2022.
في اليوم الأول للتدخل العسكري الروسي ضد أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط الماضي، سيطرت روسيا على تشيرنوبل، التي شهدت في 1986 أسوأ حادث نووي في تاريخ البشرية. واحتجزت القوات الروسية العمال داخل المنشأة، وأجبرتهم على مواصلة العمل تحت رقابتها.
إذ غادر 64 عاملاً المحطة بعد احتجازهم نحو ثلاثة أسابيع، واستبدل بهم 46 موظفاً "متطوعاً"، وفق بيان صادر عن المنشأة النووية، بعد أن قضوا حوالي 600 ساعة من العمل المتواصل، وفق ما ذكرته صحيفة "New York Times" الأمريكية.
فيما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن مسؤولين أوكرانيين أبلغوهم أن الموظفين الجدد في محطة تشيرنوبل قد حلوا محل القدامى بالفعل، وتولوا المناوبة صباح اليوم.
كما وصف المدير العام للوكالة، رافاييل ماريانو غروسي، عودة بعض موظفي تشيرنوبل إلى عائلاتهم بـ"التطور الإيجابي"، مستدركاً: "وإن كان طال انتظاره". وأضاف: "لقد ظلوا هناك لفترة طويلة جداً، وآمل أن يتمكن باقي الموظفين من المغادرة أيضاً في أقرب فرصة".
وعلى مدى الأسابيع الماضية، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها بشأن العمال في محطة تشيرنوبل، داعية إلى تناوب الموظفين من أجل سلامتهم وأمنهم.
كانت الوكالة قالت، في بيان، قبل أسبوع: "أبلغت هيئة الطاقة النووية الأوكرانية الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن الموظفين في (تشيرنوبل) لم يعودوا يقومون بإصلاح وصيانة المعدات المتعلقة بالسلامة، ويرجع ذلك في جانب منه إلى إجهادهم البدني والنفسي بسبب العمل دون توقف لما يقرب من ثلاثة أسابيع".
فيما أصبح موقع أسوأ كارثة نووية في العالم سجناً خطيراً بشكل متزايد، حيث يعاني موظفو منشآت النفايات المشعة في محطة تشيرنوبل الأوكرانية إجهاداً نفسياً وبدنياً بسبب العمل دون توقف لما يقرب من ثلاثة أسابيع.
بينما قال غروسي، الأحد الماضي، إن العمال "يستحقون احترامنا وإعجابنا الكاملين؛ لأنهم عملوا في هذه الظروف الصعبة للغاية". وواجه العمال في المحطة عدداَ من المشاكل مؤخراً، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي ومحدودية الاتصال.